خرافات الشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية والتحول الجنسي
تحوم حول الشذوذ الجنسي (المثلية الجنسية) العديد من الخرافات والمغالطات حتى من طرف المثليين ذات أنفسهم, هذا ناتج عن قلة الوعي بمجتمعنا حول هذا الموضوع رغم أنه موضوع أراه مهما بسبب النسب المرتفعة لمن لهم مثل هذه الميول الجنسية في المجتمعات.
أتى مصطلح مثلي الجنس من الميل الجنسي الذي يكون لنفس الجنس, أي أن الرجل يميل لمثله (رجل) والمرأة تميل لمثلها (امرأة)
أنا هنا سأتحدث عن الظاهرة كماهي موجودة بالمجتمع سواء العربي أو الغربي ولن أتحدث عن ما يصح وما لا يصح لأنني لست مفتيا.
هل المثلية الجنسية اختيار؟
الإنسان كأي كائن حي يميل فطريا للجنس الآخر بغرض التكاثر, إلا أنه يحدث أحيانا ويميل الإنسان جنسيا لأمور أخرى, نحن كبشر لا يمكننا التحكم في المثير الجنسي.
إن أحضرنا رجلا بالغا طبيعيا وعرضنا أمامه صورا مثيرة لنساء فإنه سيشعر بالإثارة الجنسية دون أن تكون له القدرة على التحكم في هذه المشاعر, وإن قمت بعرض صور مثيرة لرجال فهو لن يشعر بأي إثارة جنسية, هو إذن لا يتحكم في ما يثيره وما لا يثيره ولا يمكنه توجيهه.
الأمر ذاته بالنسبة للمثلي فهو لا يتحكم في ما يثيره, وإن أنت عرضت صورا جنسية لرجال فإنه سيشعر بالإثارة الجنسية تماما كما يشعر الرجل الطبيعي بالإثارة من صور النساء, والأمر ذاته ينطبق على المثليات جنسيا.
ويبقى التفسير العلمي للمثلية الجنسية مجهولا رغم تعدد التفاسير الغير مؤكدة والتي لا تنطبق على كل حالة على حدة.
هل المثلية مجرد قلة أدب؟
يجب التمييز بين الميول الجنسية وبين الممارسات الجنسية, حيث أن الميول لا تقود دائما للممارسات, قد يعيش الإنسان حياته كاملة دون أن يتزوج أو دون أن تكون له أي علاقات جنسية, الأمر ذاته ينطبق على من لهم ميول جنسية مثلية, لا يمكننا التحكم في ميولاتنا الجنسية ولكننا نتحكم في ممارساتنا وسلوكاتنا الجنسية...الرجل يميل للمرأة, وهذا لا يعني أن الرجل سيخرج ليقيم علاقة جنسية مع كل امرأة يراها بالشارع بدعوى أنها تثيره, والأمر ذاته ينطبق على الإناث.
المثلي إنسان كأي إنسان آخر ابن بيئته وتربيته وله معتقداته وقناعاته التي تسمح أو لا تسمح له بالإتيان ببعض السلوكات.
لأن الميول الجنسية شيء والممارسات الجنسية شيء آخر, والأغلبية الساحقة من المثليين جنسيا نحن لا نعرف أنهم مثليون جنسيا لأنهم يخفون رغباتهم وأسرارهم كبقية الخلق, بمعنى أن المثلي قد يكون أخا أو صديقا أو فنانا أو عالما أو رئيس دولة أو إمام مسجد, بالمقابل هناك من لا يجد غضاضة في عرض رغباته وتوجهاته حسب قناعاته وأخلاقه, وهم من يتصدرون لنا في الواجهة, فينزل الناس أحكامهم على أن المثلية الجنسية ما هي إلا قلة أدب وسوء تربية, وأن مجتمع المثليين جنسيا ما هو إلا مجتمع خلاعة وتحرشات.
هل المثلية الجنسية مرض نفسي؟
كلا, المثلية الجنسية بحد ذاتها ليست بمرض نفسي بل ميول جنسية لم يصل العلم بعد لوسيلة للتحكم فيها, كانت المثلية الجنسية تعد لوقت قريب ضمن لائحة اضطرابات الخطل الجنسي حسب منظمة الصحة العالمية قبل حذفها, ولكن تجدر الإشارة أن الخطل الجنسي بحد ذاته ليس مرضا نفسيا بل يعد اضطرابا إن هو ترافق بأعراض نفسية كالقلق والوساوس والأفكار الاستحواذية وغيرها...
وهي الاضطرابات التي ترافق فعلا أغلب المثليين جنسيا في حياتهم, إذ قد لا يتقبل المثلي جنسيا مشاعره وذاته ويشعر بالغربة في محيطه مما يجعله فريسة للقلق والاكتئاب أو السلوكات المتمردة وتعاطي المخدرات...وترتفع نسب الانتحار في أوساطهم.
لا وجود لأي أدوية تتحكم في الميولات الجنسية, وإن لجأ المثلي جنسيا للطبيب النفسي فإنه سيسعى لعلاج القلق والاكتئاب إن وجد ولن يتمكن من فعل شيء لميولاته الجنسية.
يعمل بعض النفسيون على التحكم في الميولات ومحاولة تغيير التوجه إلا أن هذه المحاولات تبوء في العادة للفشل.
هل يمكن لشخص طبيعي أن يتحول لمثلي؟
تتحدد الميولات الجنسية عند البلوغ لذا يصعب أن يتحول الشخص الطبيعي لمثلي أو العكس كما سبق وأشرت مع محاولات النفسانيين التي تبوء للفشل.
هذا من ناحية الميولات الجنسية أما من ناحية الممارسات الجنسية فإن بعض الطبيعيين قد يلجؤون للممارسات الجنسية المثلية لأسباب عديدة قد تعود للفضول أو البحث عن المتع الجديدة أو بسبب عدم وجود البديل, فالممارسات الجنسية المثلية منتشرة بالسجون حول العالم, كما انتشرت الممارسات الجنسية المثلية عبر التاريخ بين البحارة مثلا الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة تصل لأشهر أو سنوات بالمحيطات, وقد كانت لهؤلاء البحارة سمعة سيئة بأوربا فيما مضى, أيضا نرى السلوكات المثلية بين بعض المتشردين.
هذه السلوكات لا تصنف هؤلاء الأشخاص ضمن قائمة المثليين جنسيا لأنهم في واقع الأمر لجؤوا للمثلية لعدم توفر الجنس الآخر أمامهم, فبالمزرعة مثلا عندما يتم فصل قطيع الذكور عن الإناث في موسم التزاوج قد ترى بعض الذكور تعتلي ذكورا أخرى لأن الرغبة الجنسية لديها شديدة ولا تجد أمامها أي إناث فتضطر لتفريغ طاقتها الجنسية في أي شيء.
أي باختصار ليس كل من يمارس الجنس مع نفس جنسه مثلي الميول, وليس كل مثلي الميول يمارس الجنس مع مثل جنسه.
هل يعاني المثليون جنسيا من خلل بالهرمونات؟
هذه خرافة يعتقد بصحتها بعض المثليين أنفسهم.
ينتج الخلل الهرموني عن مرض يصيب الغدد الصماء المسؤولة عن إفراز الهرمونات الجنسية, فمثلا يرتفع هرمون الذكورة التيستوستيرون لدى الإناث بسبب تكيسات المبيض التي تفرز هذا الهرمون, فيؤدي ذلك لأعراض صحية لدى المرأة كخشونة بالصوت وشعرانية الجسد وحب الشباب كما يؤثر على الخصوبة والقدرة الانجابية لدى المرأة, ويصيب التكيس عددا كبيرا جدا من النساء بسن الإنجاب من فتيات وأمهات ولم نسمع عن أم تحولت لمثلية نتيجة إصابتها بتكيس المبيض.
تفرز الغدة الكظرية بشكل طبيعي نسبا ضئيلة من هرمون التيستوستيرون لدى المرأة والرجل على حد سواء إلا أن إصابة هذه الغدة بورم يؤدي لرفع نسب إفراز هذا الهرمون بالدم.
بالنسبة للرجل فإن قصور الغدة النخامية مثلا قد يقود بدوره لقصور بالخصيتين ومن تم انخفاض هرمون الذكورة التيستوستيرون مما يؤثر فعلا على شكله ليجعله أنثويا أكثر إلا أنه يسبب مشاكل صحية جمة جدا كهشاشة العظام وانخفاض الرغبة الجنسية والحيوانات المنوية وانخفاض الكتلة العضلية ومشاكل أخرى خطيرة جدا إن هو لم يتعالج.
الخلاصة أن الخلل الهرموني لدى الإنسان مضاعفاته كارثية وهو يحتاج لعلاج سريع ولا علاقة لهذه الأمراض بالميولات الجنسية, وقد يتصادف ويكون للإنسان فعلا رغبة جنسية مثلية مع إصابة بخلل هرموني إلا أنه ناتج لكون المثلي إنسان كأي إنسان آخر قد يصاب بأي مرض, في حين أن أغلب المثليين جنسيا هم أشخاص يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من أي خلل هرموني.
هل يمكن للمثلي جنسيا الزواج من الجنس المغاير؟
يجب أن أشير أولا إلى أن الزواج اختيار فردي قد يمتنع عنه أي إنسان سواء كان مثليا أو طبيعيا, ولكنني أتحدث هنا عن القدرة على الزواج من الناحية الجنسية والعاطفية, هل يمكن للرجل والمرأة المثليين أن يتزوجا ويمارسا علاقة جنسية طبيعية مع الزوج أو الزوجة؟ في كثير من الحالات, أجل يمكن ذلك.
قام العالم كينسي وفريقه في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي باستقصاء عدد كبير من المثليين والطبيعيين حول ميولاتهم الجنسية, وكانت الأسئلة تتمحور حول العلاقات الجنسية التي مارسوها في حياتهم وميولاتهم, وبناء على هذه الاستقصاءات تمكن من صنع سلم يخص الميول الجنسية.
حسب سلم كينسي فإن عددا من المثليين صرحوا أنهم أقاموا علاقات مع الجنس المغاير أو شعروا بالإثارة ورغبة في ذلك, في حين أن هناك من صرح باستحالة وجود مثل هذه المشاعر, والأمر ذاته بالنسبة للأشخاص الطبيعيين.
الأمر ليس إما مثلي أو طبيعي بشكل صارم لأن القطبية لا وجود لها بالطبيعة أبدا, دائما هناك نسب.
إذن يمكن لعدد كبير من المثليين الزواج والتأقلم مع الحياة الاجتماعية بشكل جد طبيعي رغم وجود الرغبات المثلية, في حين يوجد عدد من المثليين الذين يستحيل عليهم إقامة أي علاقة جنسية مع الجنس المغاير بسبب انعدام الرغبة العاطفية والجنسية, كما يوجد من لا يستطيعون إقامة أي علاقة جنسية سواء مثلية أو طبيعية لانعدام الرغبة الجنسية باطلاق وهم من يطلق عليهم باللاجنسيين وهم ليسوا موضوعنا هنا.
من هم المتحولون جنسيا أو الجنس الثالث؟
كثيرا ما يتم الخلط بين المثلية الجنسية والتحول الجنسي في حين أنهما موضوعان منفصلان.
يعاني المتحولون جنسيا مما كان يسمى قديما باضطراب الهوية الجنسية بحيث يولد الطفل الذكر وهو يعتقد أنه أنثى وتولد الطفلة الأنثى وهي تعتقد أنها ذكر, وهذا لا ينطبق على المثليين جنسيا لأنهم رجال ونساء متناغمون مع أجسامهم ونوع جنسهم كأي إنسان طبيعي...
يعد هذا الشعور لدى المتحولين جنسيا جد قوي بحيث يتصرف الطفل فعلا كالإناث وتكون له اهتمامات الإناث وتراه يقلد أمه بدل أبيه ويحب اللعب مع الفتيات وارتداء ملابسهن...لا يمكن للشخص التحكم في هذا الشعور مطلقا لأنه يكون بالنسبة له جد حقيقي, بحيث يصر على أنه أنثى بجسد ذكر أو ذكر بجسد أنثى.
في العادة تكون ميولاتهم الجنسية مثلية, أي أن الذكر الذي يشعر بأنه أنثى ويتصرف كأي أنثى يميل جنسيا للرجل وذات الأمر بالنسبة للمرأة, إلا أنها لا تكون القاعدة دائما لأنك قد تجد ذكورا متحولين جنسيا ويميلون للإناث جنسيا.
في هذه الحالة أيضا يقف العلم عاجزا عن إيجاد تفسير علمي واضح للظاهرة حيث يتم تفسير المشكل على أنه نتيجة خلل في المرحلة الجنينية إلا أنها تبقى مجرد فرضية لم يتم إتباثها علميا, كما أنه لا وجود لأي أدوية قد تصلح المشكل ويبقى الخيار لعدد كبير منهم إما التعايش مع جسدهم ودورهم في الحياة والتصالح مع ذواتهم وهذا ما يسعى له النفساني في العادة أو اللجوء للخيار الجراحي ولا يكون هذا خيارا متاحا للجميع لأنه لا ينجح دائما خصوصا للنساء المتحولات لرجال إذ نسب فشل العملية جد مرتفع يصل لخمسين بالمائة أو أكثر.
ما ينطبق على المثليين جنسيا من ناحية المرض النفسي والخلل الهرموني والقدرة على الزواج ينطبق على المتحولين جنسيا, وهناك نماذج عديدة لأفراد تزوجوا وأنجبوا ثم طلقوا زوجاتهم ليجروا عمليات تحول جنسي.
هل يوجد من يتشبه بالجنس الآخر دون أن يكون فعلا متحولا جنسيا؟
أجل, قد نرى عددا كبيرا من الإناث في بعض المجتمعات يرغبن في التحول لذكور ليس بناء على اضطراب في الهوية الجنسية بل نتيجة التمييز الذي يمارسه المجتمع ضدهن بحيث يرغبن في أن يصرن ذكورا ويتصرفن كالذكور بسبب الشعور بالنقص.
إذن هن في واقع الأمر لا يعانين من اضطراب الهوية الجنسية, ويتغير حالهن لاحقا.
بالمقابل يوجد رجال كاملي الرجولة إلا أن تصرفاتهم تشبه تصرفات النساء وبهم نعومة النساء وحركاتهم توحي بأنهم متحولون جنسيا أو مثليين في حين أنهم ليسوا شيئا من هذا أو ذاك بل أشخاص طبيعيون تماما وتصرفاتهم وحركاتهم هي نتيجة أحيانا النشوء في بيئة نسائية من أم وخالات وأخوات, أو بكل بساطة بلا سبب يذكر, وهم لا يتعمدون التصرف على هذا النحو وكثيرا ما يتعرضون للسخرية من طرف الآخرين, الشيء ذاته بالنسبة لبعض الفتيات, إلا أن المجتمع يتقبل الفتاة التي بها خشونة أكثر من الفتى الذي به نعومة.
هل لدى المتحول الجنسي عضوين جنسيين؟
كلا, المتحول الجنسي في العادة هو إنسان بجسد طبيعي تماما, إلا أن عددا كبيرا من المتحولين جنسيا يكون مقتنعا من أنه يعاني من خلل بجسده بسبب مشاعره التي لا تلائم جنسه, فقد يدّعي المتحول الجنسي أنه يتوفر على أعضاء الجنس الآخر وأنه مريض ويحتاج لتصحيح لجنسه وهذا لا يكون صحيحا أبدا لأن هذه الحالات تكون جدا نادرة حول العالم, وقد يلجأ بعض المتحولين لهذا الادعاء كنوع من أنواع آليات الدفاع النفسي.
وقد يولد بعض البشر فعلا بمتلازملات وعيوب خلقية بحيث يتوفرون على عضوين جنسين واحد أنثوي وآخر ذكري أو أعضاء غير مكتملة فيكون التدخل الجراحي تصحيحيا في حالة هذه المتلازمات الجد نادرة.
أتى مصطلح مثلي الجنس من الميل الجنسي الذي يكون لنفس الجنس, أي أن الرجل يميل لمثله (رجل) والمرأة تميل لمثلها (امرأة)
أنا هنا سأتحدث عن الظاهرة كماهي موجودة بالمجتمع سواء العربي أو الغربي ولن أتحدث عن ما يصح وما لا يصح لأنني لست مفتيا.
هل المثلية الجنسية اختيار؟
الإنسان كأي كائن حي يميل فطريا للجنس الآخر بغرض التكاثر, إلا أنه يحدث أحيانا ويميل الإنسان جنسيا لأمور أخرى, نحن كبشر لا يمكننا التحكم في المثير الجنسي.
إن أحضرنا رجلا بالغا طبيعيا وعرضنا أمامه صورا مثيرة لنساء فإنه سيشعر بالإثارة الجنسية دون أن تكون له القدرة على التحكم في هذه المشاعر, وإن قمت بعرض صور مثيرة لرجال فهو لن يشعر بأي إثارة جنسية, هو إذن لا يتحكم في ما يثيره وما لا يثيره ولا يمكنه توجيهه.
الأمر ذاته بالنسبة للمثلي فهو لا يتحكم في ما يثيره, وإن أنت عرضت صورا جنسية لرجال فإنه سيشعر بالإثارة الجنسية تماما كما يشعر الرجل الطبيعي بالإثارة من صور النساء, والأمر ذاته ينطبق على المثليات جنسيا.
ويبقى التفسير العلمي للمثلية الجنسية مجهولا رغم تعدد التفاسير الغير مؤكدة والتي لا تنطبق على كل حالة على حدة.
هل المثلية مجرد قلة أدب؟
يجب التمييز بين الميول الجنسية وبين الممارسات الجنسية, حيث أن الميول لا تقود دائما للممارسات, قد يعيش الإنسان حياته كاملة دون أن يتزوج أو دون أن تكون له أي علاقات جنسية, الأمر ذاته ينطبق على من لهم ميول جنسية مثلية, لا يمكننا التحكم في ميولاتنا الجنسية ولكننا نتحكم في ممارساتنا وسلوكاتنا الجنسية...الرجل يميل للمرأة, وهذا لا يعني أن الرجل سيخرج ليقيم علاقة جنسية مع كل امرأة يراها بالشارع بدعوى أنها تثيره, والأمر ذاته ينطبق على الإناث.
المثلي إنسان كأي إنسان آخر ابن بيئته وتربيته وله معتقداته وقناعاته التي تسمح أو لا تسمح له بالإتيان ببعض السلوكات.
لأن الميول الجنسية شيء والممارسات الجنسية شيء آخر, والأغلبية الساحقة من المثليين جنسيا نحن لا نعرف أنهم مثليون جنسيا لأنهم يخفون رغباتهم وأسرارهم كبقية الخلق, بمعنى أن المثلي قد يكون أخا أو صديقا أو فنانا أو عالما أو رئيس دولة أو إمام مسجد, بالمقابل هناك من لا يجد غضاضة في عرض رغباته وتوجهاته حسب قناعاته وأخلاقه, وهم من يتصدرون لنا في الواجهة, فينزل الناس أحكامهم على أن المثلية الجنسية ما هي إلا قلة أدب وسوء تربية, وأن مجتمع المثليين جنسيا ما هو إلا مجتمع خلاعة وتحرشات.
هل المثلية الجنسية مرض نفسي؟
كلا, المثلية الجنسية بحد ذاتها ليست بمرض نفسي بل ميول جنسية لم يصل العلم بعد لوسيلة للتحكم فيها, كانت المثلية الجنسية تعد لوقت قريب ضمن لائحة اضطرابات الخطل الجنسي حسب منظمة الصحة العالمية قبل حذفها, ولكن تجدر الإشارة أن الخطل الجنسي بحد ذاته ليس مرضا نفسيا بل يعد اضطرابا إن هو ترافق بأعراض نفسية كالقلق والوساوس والأفكار الاستحواذية وغيرها...
وهي الاضطرابات التي ترافق فعلا أغلب المثليين جنسيا في حياتهم, إذ قد لا يتقبل المثلي جنسيا مشاعره وذاته ويشعر بالغربة في محيطه مما يجعله فريسة للقلق والاكتئاب أو السلوكات المتمردة وتعاطي المخدرات...وترتفع نسب الانتحار في أوساطهم.
لا وجود لأي أدوية تتحكم في الميولات الجنسية, وإن لجأ المثلي جنسيا للطبيب النفسي فإنه سيسعى لعلاج القلق والاكتئاب إن وجد ولن يتمكن من فعل شيء لميولاته الجنسية.
يعمل بعض النفسيون على التحكم في الميولات ومحاولة تغيير التوجه إلا أن هذه المحاولات تبوء في العادة للفشل.
هل يمكن لشخص طبيعي أن يتحول لمثلي؟
تتحدد الميولات الجنسية عند البلوغ لذا يصعب أن يتحول الشخص الطبيعي لمثلي أو العكس كما سبق وأشرت مع محاولات النفسانيين التي تبوء للفشل.
هذا من ناحية الميولات الجنسية أما من ناحية الممارسات الجنسية فإن بعض الطبيعيين قد يلجؤون للممارسات الجنسية المثلية لأسباب عديدة قد تعود للفضول أو البحث عن المتع الجديدة أو بسبب عدم وجود البديل, فالممارسات الجنسية المثلية منتشرة بالسجون حول العالم, كما انتشرت الممارسات الجنسية المثلية عبر التاريخ بين البحارة مثلا الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة تصل لأشهر أو سنوات بالمحيطات, وقد كانت لهؤلاء البحارة سمعة سيئة بأوربا فيما مضى, أيضا نرى السلوكات المثلية بين بعض المتشردين.
هذه السلوكات لا تصنف هؤلاء الأشخاص ضمن قائمة المثليين جنسيا لأنهم في واقع الأمر لجؤوا للمثلية لعدم توفر الجنس الآخر أمامهم, فبالمزرعة مثلا عندما يتم فصل قطيع الذكور عن الإناث في موسم التزاوج قد ترى بعض الذكور تعتلي ذكورا أخرى لأن الرغبة الجنسية لديها شديدة ولا تجد أمامها أي إناث فتضطر لتفريغ طاقتها الجنسية في أي شيء.
أي باختصار ليس كل من يمارس الجنس مع نفس جنسه مثلي الميول, وليس كل مثلي الميول يمارس الجنس مع مثل جنسه.
هل يعاني المثليون جنسيا من خلل بالهرمونات؟
هذه خرافة يعتقد بصحتها بعض المثليين أنفسهم.
ينتج الخلل الهرموني عن مرض يصيب الغدد الصماء المسؤولة عن إفراز الهرمونات الجنسية, فمثلا يرتفع هرمون الذكورة التيستوستيرون لدى الإناث بسبب تكيسات المبيض التي تفرز هذا الهرمون, فيؤدي ذلك لأعراض صحية لدى المرأة كخشونة بالصوت وشعرانية الجسد وحب الشباب كما يؤثر على الخصوبة والقدرة الانجابية لدى المرأة, ويصيب التكيس عددا كبيرا جدا من النساء بسن الإنجاب من فتيات وأمهات ولم نسمع عن أم تحولت لمثلية نتيجة إصابتها بتكيس المبيض.
تفرز الغدة الكظرية بشكل طبيعي نسبا ضئيلة من هرمون التيستوستيرون لدى المرأة والرجل على حد سواء إلا أن إصابة هذه الغدة بورم يؤدي لرفع نسب إفراز هذا الهرمون بالدم.
بالنسبة للرجل فإن قصور الغدة النخامية مثلا قد يقود بدوره لقصور بالخصيتين ومن تم انخفاض هرمون الذكورة التيستوستيرون مما يؤثر فعلا على شكله ليجعله أنثويا أكثر إلا أنه يسبب مشاكل صحية جمة جدا كهشاشة العظام وانخفاض الرغبة الجنسية والحيوانات المنوية وانخفاض الكتلة العضلية ومشاكل أخرى خطيرة جدا إن هو لم يتعالج.
الخلاصة أن الخلل الهرموني لدى الإنسان مضاعفاته كارثية وهو يحتاج لعلاج سريع ولا علاقة لهذه الأمراض بالميولات الجنسية, وقد يتصادف ويكون للإنسان فعلا رغبة جنسية مثلية مع إصابة بخلل هرموني إلا أنه ناتج لكون المثلي إنسان كأي إنسان آخر قد يصاب بأي مرض, في حين أن أغلب المثليين جنسيا هم أشخاص يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من أي خلل هرموني.
هل يمكن للمثلي جنسيا الزواج من الجنس المغاير؟
يجب أن أشير أولا إلى أن الزواج اختيار فردي قد يمتنع عنه أي إنسان سواء كان مثليا أو طبيعيا, ولكنني أتحدث هنا عن القدرة على الزواج من الناحية الجنسية والعاطفية, هل يمكن للرجل والمرأة المثليين أن يتزوجا ويمارسا علاقة جنسية طبيعية مع الزوج أو الزوجة؟ في كثير من الحالات, أجل يمكن ذلك.
قام العالم كينسي وفريقه في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي باستقصاء عدد كبير من المثليين والطبيعيين حول ميولاتهم الجنسية, وكانت الأسئلة تتمحور حول العلاقات الجنسية التي مارسوها في حياتهم وميولاتهم, وبناء على هذه الاستقصاءات تمكن من صنع سلم يخص الميول الجنسية.
السلم
|
الوصف
|
0
|
غيري الجنس
(طبيعي) حصريا
|
1
|
غيري الجنس تماما, مثلي الجنس بشكل عرضي أو مصادفة
|
2
|
غيري الجنس مبدئيا لكن مثلي الجنس أحيانا
|
3
|
ميول جنسية
مزدوجة غيرية ومثلية
|
4
|
مثلي الجنس مبدئيا لكن غيري الجنس أحيانا
|
5
|
مثلي الجنس تماما, غيري بشكل عرضي أو مصادفة
|
6
|
مثلي الجنس
حصريا
|
X
|
لاجنسية, لاممارسات أو مشاعر جنسية
|
الأمر ليس إما مثلي أو طبيعي بشكل صارم لأن القطبية لا وجود لها بالطبيعة أبدا, دائما هناك نسب.
إذن يمكن لعدد كبير من المثليين الزواج والتأقلم مع الحياة الاجتماعية بشكل جد طبيعي رغم وجود الرغبات المثلية, في حين يوجد عدد من المثليين الذين يستحيل عليهم إقامة أي علاقة جنسية مع الجنس المغاير بسبب انعدام الرغبة العاطفية والجنسية, كما يوجد من لا يستطيعون إقامة أي علاقة جنسية سواء مثلية أو طبيعية لانعدام الرغبة الجنسية باطلاق وهم من يطلق عليهم باللاجنسيين وهم ليسوا موضوعنا هنا.
من هم المتحولون جنسيا أو الجنس الثالث؟
كثيرا ما يتم الخلط بين المثلية الجنسية والتحول الجنسي في حين أنهما موضوعان منفصلان.
يعاني المتحولون جنسيا مما كان يسمى قديما باضطراب الهوية الجنسية بحيث يولد الطفل الذكر وهو يعتقد أنه أنثى وتولد الطفلة الأنثى وهي تعتقد أنها ذكر, وهذا لا ينطبق على المثليين جنسيا لأنهم رجال ونساء متناغمون مع أجسامهم ونوع جنسهم كأي إنسان طبيعي...
يعد هذا الشعور لدى المتحولين جنسيا جد قوي بحيث يتصرف الطفل فعلا كالإناث وتكون له اهتمامات الإناث وتراه يقلد أمه بدل أبيه ويحب اللعب مع الفتيات وارتداء ملابسهن...لا يمكن للشخص التحكم في هذا الشعور مطلقا لأنه يكون بالنسبة له جد حقيقي, بحيث يصر على أنه أنثى بجسد ذكر أو ذكر بجسد أنثى.
في العادة تكون ميولاتهم الجنسية مثلية, أي أن الذكر الذي يشعر بأنه أنثى ويتصرف كأي أنثى يميل جنسيا للرجل وذات الأمر بالنسبة للمرأة, إلا أنها لا تكون القاعدة دائما لأنك قد تجد ذكورا متحولين جنسيا ويميلون للإناث جنسيا.
في هذه الحالة أيضا يقف العلم عاجزا عن إيجاد تفسير علمي واضح للظاهرة حيث يتم تفسير المشكل على أنه نتيجة خلل في المرحلة الجنينية إلا أنها تبقى مجرد فرضية لم يتم إتباثها علميا, كما أنه لا وجود لأي أدوية قد تصلح المشكل ويبقى الخيار لعدد كبير منهم إما التعايش مع جسدهم ودورهم في الحياة والتصالح مع ذواتهم وهذا ما يسعى له النفساني في العادة أو اللجوء للخيار الجراحي ولا يكون هذا خيارا متاحا للجميع لأنه لا ينجح دائما خصوصا للنساء المتحولات لرجال إذ نسب فشل العملية جد مرتفع يصل لخمسين بالمائة أو أكثر.
ما ينطبق على المثليين جنسيا من ناحية المرض النفسي والخلل الهرموني والقدرة على الزواج ينطبق على المتحولين جنسيا, وهناك نماذج عديدة لأفراد تزوجوا وأنجبوا ثم طلقوا زوجاتهم ليجروا عمليات تحول جنسي.
هل يوجد من يتشبه بالجنس الآخر دون أن يكون فعلا متحولا جنسيا؟
أجل, قد نرى عددا كبيرا من الإناث في بعض المجتمعات يرغبن في التحول لذكور ليس بناء على اضطراب في الهوية الجنسية بل نتيجة التمييز الذي يمارسه المجتمع ضدهن بحيث يرغبن في أن يصرن ذكورا ويتصرفن كالذكور بسبب الشعور بالنقص.
إذن هن في واقع الأمر لا يعانين من اضطراب الهوية الجنسية, ويتغير حالهن لاحقا.
بالمقابل يوجد رجال كاملي الرجولة إلا أن تصرفاتهم تشبه تصرفات النساء وبهم نعومة النساء وحركاتهم توحي بأنهم متحولون جنسيا أو مثليين في حين أنهم ليسوا شيئا من هذا أو ذاك بل أشخاص طبيعيون تماما وتصرفاتهم وحركاتهم هي نتيجة أحيانا النشوء في بيئة نسائية من أم وخالات وأخوات, أو بكل بساطة بلا سبب يذكر, وهم لا يتعمدون التصرف على هذا النحو وكثيرا ما يتعرضون للسخرية من طرف الآخرين, الشيء ذاته بالنسبة لبعض الفتيات, إلا أن المجتمع يتقبل الفتاة التي بها خشونة أكثر من الفتى الذي به نعومة.
هل لدى المتحول الجنسي عضوين جنسيين؟
كلا, المتحول الجنسي في العادة هو إنسان بجسد طبيعي تماما, إلا أن عددا كبيرا من المتحولين جنسيا يكون مقتنعا من أنه يعاني من خلل بجسده بسبب مشاعره التي لا تلائم جنسه, فقد يدّعي المتحول الجنسي أنه يتوفر على أعضاء الجنس الآخر وأنه مريض ويحتاج لتصحيح لجنسه وهذا لا يكون صحيحا أبدا لأن هذه الحالات تكون جدا نادرة حول العالم, وقد يلجأ بعض المتحولين لهذا الادعاء كنوع من أنواع آليات الدفاع النفسي.
وقد يولد بعض البشر فعلا بمتلازملات وعيوب خلقية بحيث يتوفرون على عضوين جنسين واحد أنثوي وآخر ذكري أو أعضاء غير مكتملة فيكون التدخل الجراحي تصحيحيا في حالة هذه المتلازمات الجد نادرة.
مقال جيد ^^
ردحذفأتمنى في المرة القادمة أن تكتب عن اللاجنسيين
أجل إن شاء الله سأكتب عنهم :)
حذفهذا طابو أخر تم تحطيمه لديك! ماذا تبقى؟
ردحذفشكرا لك عزيزي جواد.
لازال هناك الكثير ههه
حذفالعفو
سلمت يمناك على كتابة المقال 👏🏻
ردحذف
من وجهة نظري الشذوذ ماهي الا انتكاسه الفطره ، فما اراه في تويتر و غيره من مواقع التواصل غير الذي اقراه ، الشاذين ماهم سوى اشخاص بجرون وراء شهواتهم فكل تعليقاتهم و تصويرهم للمثليين بطريقه جنسيه .
أهلا miss bawazir :)
حذفشكرا لك.
بخصوص مواقع التواصل فإن الذين يخفون ميولاتهم لن نعرف عنهم أصلا, هم يكتبون بمواقع التواصل الاجتماعي عن اهتماماتهم كبقية الناس ولايتحدثون عن مثليتهم أو ممارساتهم.
لكن المتمردين منهم سيكتبون عن شهواتهم بذلك الأسلوب المنفر تماما كما يكتب الشخص الطبيعي المتمرد عن شهواته أو كما ينشر المقاطع والصور الفاضحة.
مقال مفيد جدًا، خاصة أن المجتمع لا يعترف بهؤلاء الاشخاص ويرى انهم ملعونون ومن اهل النار ١٠٠%
ردحذفموضوع قيم وهام جدا وشامل ومفصل ياريث من يعادوا المثليين ويكرهونهم بسبب ميولهم الذى لم يختاروه يقرأوا هذا الموضوع ويتأثروا به قبل أن يصدروا أحكامهم المسبقة القاسية والمضللة ... تحياتى وتقديرى واحترامى ...
ردحذف