التسويف: أي نوع من المماطلين أنت؟ اختبار
كلنا نماطل ونسوّف من حين لآخر لكن ليس الكل بمماطل, هذه هي العبارة المحببة لعالم النفس جوزيف فيراري رائد الأبحاث العالمية حول المماطلة...يبدو هذا اللقب مسليا نوعا ما أليس كذلك؟
حسب أبحاث فيراري فإن 20 بالمائة من الرجال والنساء بالولايات المتحدة هم من المماطلين بطبيعتهم بشكل مزمن, والتسويف بالنسبة لهم نمط حياة.
أما بخصوص الطلاب فإن الأرقام مخيفة أكثر حيث أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن تسويف طلاب الجامعات لمراجعة دروسهم تقفز من 80 إلى 95 بالمائة منهم.
ما هو التسويف أو التماطل؟
علينا أن نعرّف ما هو التماطل والتسويف أولا والفرق بين التسويف في بعض الأمور وبين اتخاذ التسويف نمطا يمس كل جوانب الحياة.
حسب فيراري فإن التماطل ليس بسوء تدبير للوقت أو التخطيط, بل أن المماطلين يميلون للتفاؤل أكثر من غيرهم, ويشبه دعوة شخص مماطل لإكمال المهمة دعوة شخص مريض بالاكتئاب للسعادة حسب تعبير فيراري دائما.
1- التسويف الطبيعي أو لجانب واحد من جوانب الحياة كالدراسة مثلا -وهذا هو الأكثر شيوعا-, هو أن يؤجل الشخص القيام بتلك المهمة قدر الإمكان حتى لا يتبقى له أحيانا وقت كاف لإنجازها أو أن ينجزها في وقت جد ضيق أو في اللحظات الأخيرة, بينما هو ينجز بقية شؤون حياته بشكل طبيعي.
2- أما بخصوص الذي يماطل ويؤجل كل أمور حياته والتي تم تحديد نسبتهم في 20 بالمائة فهم أولائك الذين يؤجلون كل شيء حتى آخر لحظة إن كان مهما أو لا ينجزونه أبدا إن لم يكن مهما... ويكون هذا مترافقا بالشعور بالذنب ولوم الذات لعدم فعل ذلك في الحين.
أي قد لا ينجز الشخص عمله أو يراجع دروسه ويلوم نفسه كل حين ويقطع على نفسه وعدا على أنه سينجز العمل بعد قليل أو بالغد وهكذا...
إذا لم يترافق التأجيل والتماطل بالشعور بالذنب والرغبة المحلة في إتمام العمل فهنا لا يمكن أن نسمي أن الشخص يماطل بل قد يكون مجرد متهاون مهمل.
هل هناك علاقة مع MBTI؟
ربما عزيزي القارئ قد فقعت مرارتك بحشو MBTI كل حين في كل موضوع, خصوصا إن كنت لا تعرف ما معناها أو غير مهتم بها, ولكن لأضعك في الصورة فإن الأسئلة التي تصلني تربط كل شيء بهذه الحروف الأربع السحرية. لذا إن كنت غير مهتم فتجاوز هذه الفقرة المملة.
أما إن أصريت فإنك تعلم عزيزي القارئ ماذا سأقول لك طبعا.
لا علاقة لMBTI بالتماطل, وقد تقول لي لقد سئمنا منك كل شيء لا علاقة, لا علاقة.
أسئلة اختبار MBTI لا تقيس نسبة التماطل ويمكنك أن تتأكد من الأسئلة بنفسك, ستجد سؤالا واحدا أو سؤالين بهذا الخصوص والتي قد لا تغير من نتيجتك عدم الإجابة عليهما لأن هدف الاختبار في تحديد ما إذا كنت J أو P ليس هو التماطل أو إنجاز المهام في الحين وإنما الميل للإدراك والمرونة في الحياة مقابل الحكم والحزم, وربما لاحظت كيف أن النسبة التي حددها فيراري في 20 بالمائة ضعيفة جدا مقارنة مع مجموع أعداد الأنماط XXXP بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويمكن ربط التأجيل والتسويف باختبار السمات الخمس الكبرى, في ما يصطلح عليه Conscientiousness أو الاجتهاد أو الضمير والوعي.
مثلا أنا حصلت في نتيجتي باختبار MBTI على P لكن نسبتي المئوية فيما يخص Conscientiousness باختبار السمات الخمس الكبرى مرتفعة.
قد تتساءل كيف يمكن إنكار أن التماطل عند بعض أنماط P واضح وجلي, وحينها سأضرب لك المثال الذي أضربه دائما وهو الخجل والانطوائية, فتقريبا كل خجول هو انطوائي وليس كل انطوائي بخجول.
أي لو أخبرك أحدهم مثلا أن اختبار الانطوائية والاجتماعية الغاية منه معرفة من الخجول ومن غير ذلك فإنك قد تحتج عليه بمناقشته أن لا علاقة بين الخجل والانطوائية, ولكن في حقيقة الأمر هناك علاقة لأن الخجول يميل لأن يكون انطوائيا أكثر ولكن لا يعني بأي حال من الأحوال تعميم الخجل على الانطوائيين, وأنت تعلم هذا جيدا, إذن إصرار الشخص في حديثه معك أن اختبار الانطوائية الاجتماعية يحدد من الخجول ومن غير ذلك سيجعلك ترغب في قذفه بكوب القهوة الذي تحمله بين يديك حتى وإن كنت لا تشرب القهوة.
الأمر ذاته بالنسبة لP و J في اختبار MBTI إذ تقريبا كل مماطل هو P لكن ليس كل P بمماطل.
حسب الأجوبة التي أجاب عنها بالاختبار.
ما أسباب التماطل؟
بخصوص من يسوّف ويماطل في أمر واحد فقط كالطالب مثلا فإن الأمر يعود كون الدماغ يبحث عما يريحه دائما.
في واقع الأمر فإن أدمغتنا تتحكم بنا أكثر مما نتحكم بها, فالشخص الذي يرغب في الانتحار مثلا لن يحبس أنفاسه أو يدخل رأسه في حوض مائي ليختنق لأنه سيتنفس الهواء رغما عنه, هو بحاجة لأن يلقي بنفسه في البحر ليغرق...لأن الدماغ لا يرغب بأن يموت, سيجبرك على استنشاق الهواء ويدفعك لإخراج رأسك من الحوض المائي للتنفس.
الدماغ في واقع الأمر غير منطقي كما قد تعتقد, هو لن يحثك على الدراسة لأنها بالنسبة له إزعاج وإرهاق لذا سيتفنن في إبعادك عنها, قد تشعر بالنعاس كلما فتحت كتابا, أو تسرح وتشرذ بخيالك وتعيد نفسك كل حين للتركيز, لأن دماغك يريد منك التوقف عن ازعاجه, وقد يدفعك للمماطلة والتأجيل لوقت لاحق وهذا ما يقع فيه أغلب الطلاب.
أنت لن تسوّف أبدا في فتح حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة برامجك المفضلة التي تعشقها لأنها بالنسبة لدماغك ممتعة تريحه وتسعده.
قد تسوّف في الذهاب لدفع الضرائب لأنها بالنسبة لدماغك عقوبة حتى وإن كانت واجبا إجباريا, لكنك أبدا لن تماطل في دفع مبلغ من المال مقابل شيء تحبه كثيرا.
قد تسوف حتى في رفع سماعة الهاتف للسؤال عن أحوال شخص لا تحبه أو يزعجك أو تخجل منه, لكنك أبدا لن تماطل في الاتصال بشخص تحبه وتود الحديث إليه.
التسويف والتماطل المزمن:
تلك الأسباب العامة قد لا تكون مانعا لعدد كبير من الناس أو قد تظهر فقط من حين لآخر في أمور بعينها, إلا أن هناك أنواع أخرى من المماطلين الذين يعانون من التماطل المزمن والذين حددناهم في نسبة 20 بالمائة.
وهم أولائك الذين يؤجلون ويسوّفون كل أمور حياتهم مهما كانت بسيطة, فهم يتسوقون في آخر لحظة, يؤجلون لقاءاتهم حتى لا يتبقى وقت, ينجزون العمل في آخر دقيقة وقبل التقديم مباشرة, يسجلون أبناءهم في المدارس في آخر يوم تسجيل, يحضرون الندوات في آخر ساعة قبل إغلاق الأبواب أو حتى بعد إغلاقها...إلخ.
قسّمهم فيراري لثلاثة أقسام:
المتردد, المتجنب, وطالب التشويق.
ويمكنك إن كنت مماطلا أن تجتاز هذا الاختبار لتعرف أي نوع أنت, وأظنك لست بحاجة لاختبار يخبرك ما إذا كنت مماطلا أم لا لأنك تعرف نفسك جيدا, هذا إن كنت صريحا معها.
اضغط هنا لتكبير الصورة
1- المتردد: وهو مماطل مخطط, وإن أردت مقابله حسب MBTI فإنه قد يظهر لك J أحيانا, وهو شخص يحب القيام بالأعمال على أكمل وجه ممكن, لذا قد يخشى اتخاذ القرارات بسرعة فيماطل ويسوّف الموضوع حتى يفكّر فيه جيدا ويرى ما إذا كان يصلح أم لا وقد يستغرق وقتا طويلا جدا في اتخاذ أتفه القرارات لأنه بالنسبة له لا شيء تافه مادام عليه إنجازه...فحتى أمور الحياة البسيطة تستغرق منه وقتا لذا قد تجده مترددا في البدأ بالعمل بشكل مزمن...
2- المتجنب: المماطل الخائف, هو شخص يخاف من أحكام الناس عليه, ستجده يخاف الفشل وأحيانا يخاف النجاح أيضا وترعبه فكرة أنه محط أنظار الناس بسبب نجاحه لأن هذه مسؤولية ضخمة بالنسبة له فهو عليه الاحتفاظ بنجاحه دائما كي لا يتعرض للقيل والقال.
لذا قد تجده خائفا من إنجاز مهمة ما, فتجد الطالب مثلا حتى وهو متفوق يختار مواضيع وأطروحات تخرّج بسيطة أو يختار التخصص الأسهل وقد يلومه الكل على اختياره الذي لا يتناسب وقدراته الجيدة, لذا قد يماطل ويؤجل خوفا من الفشل ولوم الأهل ومن حوله.
3- طالب التشويق: مماطل اللحظات الأخيرة, يكون مقابله في العادة P حسب MBTI, هو المماطل الذي يلومه الجميع ويلوم نفسه ذات نفسه, وهو أقل الثلاثة قلقا لأنه يؤجل برغبة منه دون أي سبب مقنع, فقط بسبب أنه قادر على التأجيل والتسويف, ورغم أنه يشعر بالذنب إلا أنه مستمر في تماطله وتسويفه كل حين حتى آخر لحظة وينجز كل شيء دفعة واحدة وأحيانا يكمل كل أعماله وأحيانا لا يكملها أو يتركها ناقصة ويلوم نفسه ويعد نفسه ألا يكرر ذلك مرة أخرى وهكذا يدور في حلقة مفرغة.
نصائح لمن يعاني التسويف والتماطل:
إذن كخلاصة فإن للتماطل والتسويف أسباب كثيرة ولكل شخص أسبابه, وقد تكون النصائح مختلفة حسب نوع التسويف الذي يعاني منه الفرد.
أحيانا يكون التماطل لدى المتجنب مثلا مرفوقا بالقلق والخوف الشديد, لدرجة أنه قد لا يستطيع فتح بريده الالكتروني لقراءة الرسائل التي يبعثها له رئيسه بالعمل أو أستاذه المشرف, وقد يحتاج لزيارة مستشار نفسي للتخلص مما يعاني منه بالعلاج السلوكي المعرفي, أو غيره...
يجب إن كنت تعاني من الخوف من إتمام المهام أو النجاح أو الفشل التفكير في ما قد يحصل لك, طبعا لاشيء, إن الأفكار المرافقة لك هي غير ذات أهمية وغير حقيقية ويجب أن تكتبها في ورقة لتتأملها وتدرك جيدا حقيقتها بتعريتها.
المتردد أيضا قد يحتاج لدورات تدريب لتعلم إنجاز المهام بسهولة دون المبالغة في التخطيط والتفكير المرهق حول الموضوع, ربما يصعب عليك ذلك بسبب أن الأمر مرتبط بطبيعة شخصيتك, لكن التقليل من حدته ممكنة إن أنت فقط دفعت نفسك دفعا لإنجاز المهام دون تفكير مطول وعلى دفعات قصيرة.
أما طالب التشويق فإن حله في وضع قائمة بالمهام تكون جد مختصرة, بحيث لا تعد نفسك بإنجاز مهمة ضخمة في يوم واحد ولكن حدد مدة خمس دقائق مثلا لإنجاز جزء من المهمة واختر أسهل جزء للبدء به, وحينها قد تجد نفسك مسترسلا في العمل.
بشكل عام فإن إخبار شخص آخر بالموضوع وطلب المساعدة منه مهمة أيضا, إذ بعد أن تقسم العمل لأجزاء جد صغيرة اطلب من شخص آخر أن يحثك للنهوض للعمل في الموعد الذي حددته أنت مسبقا, فيعمل هذا الشخص على تذكيرك, وتشجيعك للعمل سواء عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي أو أحد أفراد أسرتك بالبيت.
كما أن أهم شيء هو الاستمرارية, حتى وإن ماطلت وتركت العمل لأيام أخرى فلا تيأس وتلم نفسك بل عد وأتمم العمل بوقت لاحقا قبل آخر لحظة.
حسب أبحاث فيراري فإن 20 بالمائة من الرجال والنساء بالولايات المتحدة هم من المماطلين بطبيعتهم بشكل مزمن, والتسويف بالنسبة لهم نمط حياة.
أما بخصوص الطلاب فإن الأرقام مخيفة أكثر حيث أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن تسويف طلاب الجامعات لمراجعة دروسهم تقفز من 80 إلى 95 بالمائة منهم.
ما هو التسويف أو التماطل؟
علينا أن نعرّف ما هو التماطل والتسويف أولا والفرق بين التسويف في بعض الأمور وبين اتخاذ التسويف نمطا يمس كل جوانب الحياة.
حسب فيراري فإن التماطل ليس بسوء تدبير للوقت أو التخطيط, بل أن المماطلين يميلون للتفاؤل أكثر من غيرهم, ويشبه دعوة شخص مماطل لإكمال المهمة دعوة شخص مريض بالاكتئاب للسعادة حسب تعبير فيراري دائما.
1- التسويف الطبيعي أو لجانب واحد من جوانب الحياة كالدراسة مثلا -وهذا هو الأكثر شيوعا-, هو أن يؤجل الشخص القيام بتلك المهمة قدر الإمكان حتى لا يتبقى له أحيانا وقت كاف لإنجازها أو أن ينجزها في وقت جد ضيق أو في اللحظات الأخيرة, بينما هو ينجز بقية شؤون حياته بشكل طبيعي.
2- أما بخصوص الذي يماطل ويؤجل كل أمور حياته والتي تم تحديد نسبتهم في 20 بالمائة فهم أولائك الذين يؤجلون كل شيء حتى آخر لحظة إن كان مهما أو لا ينجزونه أبدا إن لم يكن مهما... ويكون هذا مترافقا بالشعور بالذنب ولوم الذات لعدم فعل ذلك في الحين.
أي قد لا ينجز الشخص عمله أو يراجع دروسه ويلوم نفسه كل حين ويقطع على نفسه وعدا على أنه سينجز العمل بعد قليل أو بالغد وهكذا...
إذا لم يترافق التأجيل والتماطل بالشعور بالذنب والرغبة المحلة في إتمام العمل فهنا لا يمكن أن نسمي أن الشخص يماطل بل قد يكون مجرد متهاون مهمل.
هل هناك علاقة مع MBTI؟
ربما عزيزي القارئ قد فقعت مرارتك بحشو MBTI كل حين في كل موضوع, خصوصا إن كنت لا تعرف ما معناها أو غير مهتم بها, ولكن لأضعك في الصورة فإن الأسئلة التي تصلني تربط كل شيء بهذه الحروف الأربع السحرية. لذا إن كنت غير مهتم فتجاوز هذه الفقرة المملة.
أما إن أصريت فإنك تعلم عزيزي القارئ ماذا سأقول لك طبعا.
لا علاقة لMBTI بالتماطل, وقد تقول لي لقد سئمنا منك كل شيء لا علاقة, لا علاقة.
أسئلة اختبار MBTI لا تقيس نسبة التماطل ويمكنك أن تتأكد من الأسئلة بنفسك, ستجد سؤالا واحدا أو سؤالين بهذا الخصوص والتي قد لا تغير من نتيجتك عدم الإجابة عليهما لأن هدف الاختبار في تحديد ما إذا كنت J أو P ليس هو التماطل أو إنجاز المهام في الحين وإنما الميل للإدراك والمرونة في الحياة مقابل الحكم والحزم, وربما لاحظت كيف أن النسبة التي حددها فيراري في 20 بالمائة ضعيفة جدا مقارنة مع مجموع أعداد الأنماط XXXP بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويمكن ربط التأجيل والتسويف باختبار السمات الخمس الكبرى, في ما يصطلح عليه Conscientiousness أو الاجتهاد أو الضمير والوعي.
مثلا أنا حصلت في نتيجتي باختبار MBTI على P لكن نسبتي المئوية فيما يخص Conscientiousness باختبار السمات الخمس الكبرى مرتفعة.
قد تتساءل كيف يمكن إنكار أن التماطل عند بعض أنماط P واضح وجلي, وحينها سأضرب لك المثال الذي أضربه دائما وهو الخجل والانطوائية, فتقريبا كل خجول هو انطوائي وليس كل انطوائي بخجول.
أي لو أخبرك أحدهم مثلا أن اختبار الانطوائية والاجتماعية الغاية منه معرفة من الخجول ومن غير ذلك فإنك قد تحتج عليه بمناقشته أن لا علاقة بين الخجل والانطوائية, ولكن في حقيقة الأمر هناك علاقة لأن الخجول يميل لأن يكون انطوائيا أكثر ولكن لا يعني بأي حال من الأحوال تعميم الخجل على الانطوائيين, وأنت تعلم هذا جيدا, إذن إصرار الشخص في حديثه معك أن اختبار الانطوائية الاجتماعية يحدد من الخجول ومن غير ذلك سيجعلك ترغب في قذفه بكوب القهوة الذي تحمله بين يديك حتى وإن كنت لا تشرب القهوة.
الأمر ذاته بالنسبة لP و J في اختبار MBTI إذ تقريبا كل مماطل هو P لكن ليس كل P بمماطل.
حسب الأجوبة التي أجاب عنها بالاختبار.
ما أسباب التماطل؟
بخصوص من يسوّف ويماطل في أمر واحد فقط كالطالب مثلا فإن الأمر يعود كون الدماغ يبحث عما يريحه دائما.
في واقع الأمر فإن أدمغتنا تتحكم بنا أكثر مما نتحكم بها, فالشخص الذي يرغب في الانتحار مثلا لن يحبس أنفاسه أو يدخل رأسه في حوض مائي ليختنق لأنه سيتنفس الهواء رغما عنه, هو بحاجة لأن يلقي بنفسه في البحر ليغرق...لأن الدماغ لا يرغب بأن يموت, سيجبرك على استنشاق الهواء ويدفعك لإخراج رأسك من الحوض المائي للتنفس.
الدماغ في واقع الأمر غير منطقي كما قد تعتقد, هو لن يحثك على الدراسة لأنها بالنسبة له إزعاج وإرهاق لذا سيتفنن في إبعادك عنها, قد تشعر بالنعاس كلما فتحت كتابا, أو تسرح وتشرذ بخيالك وتعيد نفسك كل حين للتركيز, لأن دماغك يريد منك التوقف عن ازعاجه, وقد يدفعك للمماطلة والتأجيل لوقت لاحق وهذا ما يقع فيه أغلب الطلاب.
أنت لن تسوّف أبدا في فتح حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة برامجك المفضلة التي تعشقها لأنها بالنسبة لدماغك ممتعة تريحه وتسعده.
قد تسوّف في الذهاب لدفع الضرائب لأنها بالنسبة لدماغك عقوبة حتى وإن كانت واجبا إجباريا, لكنك أبدا لن تماطل في دفع مبلغ من المال مقابل شيء تحبه كثيرا.
قد تسوف حتى في رفع سماعة الهاتف للسؤال عن أحوال شخص لا تحبه أو يزعجك أو تخجل منه, لكنك أبدا لن تماطل في الاتصال بشخص تحبه وتود الحديث إليه.
التسويف والتماطل المزمن:
تلك الأسباب العامة قد لا تكون مانعا لعدد كبير من الناس أو قد تظهر فقط من حين لآخر في أمور بعينها, إلا أن هناك أنواع أخرى من المماطلين الذين يعانون من التماطل المزمن والذين حددناهم في نسبة 20 بالمائة.
وهم أولائك الذين يؤجلون ويسوّفون كل أمور حياتهم مهما كانت بسيطة, فهم يتسوقون في آخر لحظة, يؤجلون لقاءاتهم حتى لا يتبقى وقت, ينجزون العمل في آخر دقيقة وقبل التقديم مباشرة, يسجلون أبناءهم في المدارس في آخر يوم تسجيل, يحضرون الندوات في آخر ساعة قبل إغلاق الأبواب أو حتى بعد إغلاقها...إلخ.
قسّمهم فيراري لثلاثة أقسام:
المتردد, المتجنب, وطالب التشويق.
ويمكنك إن كنت مماطلا أن تجتاز هذا الاختبار لتعرف أي نوع أنت, وأظنك لست بحاجة لاختبار يخبرك ما إذا كنت مماطلا أم لا لأنك تعرف نفسك جيدا, هذا إن كنت صريحا معها.
اضغط هنا لتكبير الصورة
1- المتردد: وهو مماطل مخطط, وإن أردت مقابله حسب MBTI فإنه قد يظهر لك J أحيانا, وهو شخص يحب القيام بالأعمال على أكمل وجه ممكن, لذا قد يخشى اتخاذ القرارات بسرعة فيماطل ويسوّف الموضوع حتى يفكّر فيه جيدا ويرى ما إذا كان يصلح أم لا وقد يستغرق وقتا طويلا جدا في اتخاذ أتفه القرارات لأنه بالنسبة له لا شيء تافه مادام عليه إنجازه...فحتى أمور الحياة البسيطة تستغرق منه وقتا لذا قد تجده مترددا في البدأ بالعمل بشكل مزمن...
2- المتجنب: المماطل الخائف, هو شخص يخاف من أحكام الناس عليه, ستجده يخاف الفشل وأحيانا يخاف النجاح أيضا وترعبه فكرة أنه محط أنظار الناس بسبب نجاحه لأن هذه مسؤولية ضخمة بالنسبة له فهو عليه الاحتفاظ بنجاحه دائما كي لا يتعرض للقيل والقال.
لذا قد تجده خائفا من إنجاز مهمة ما, فتجد الطالب مثلا حتى وهو متفوق يختار مواضيع وأطروحات تخرّج بسيطة أو يختار التخصص الأسهل وقد يلومه الكل على اختياره الذي لا يتناسب وقدراته الجيدة, لذا قد يماطل ويؤجل خوفا من الفشل ولوم الأهل ومن حوله.
3- طالب التشويق: مماطل اللحظات الأخيرة, يكون مقابله في العادة P حسب MBTI, هو المماطل الذي يلومه الجميع ويلوم نفسه ذات نفسه, وهو أقل الثلاثة قلقا لأنه يؤجل برغبة منه دون أي سبب مقنع, فقط بسبب أنه قادر على التأجيل والتسويف, ورغم أنه يشعر بالذنب إلا أنه مستمر في تماطله وتسويفه كل حين حتى آخر لحظة وينجز كل شيء دفعة واحدة وأحيانا يكمل كل أعماله وأحيانا لا يكملها أو يتركها ناقصة ويلوم نفسه ويعد نفسه ألا يكرر ذلك مرة أخرى وهكذا يدور في حلقة مفرغة.
نصائح لمن يعاني التسويف والتماطل:
إذن كخلاصة فإن للتماطل والتسويف أسباب كثيرة ولكل شخص أسبابه, وقد تكون النصائح مختلفة حسب نوع التسويف الذي يعاني منه الفرد.
أحيانا يكون التماطل لدى المتجنب مثلا مرفوقا بالقلق والخوف الشديد, لدرجة أنه قد لا يستطيع فتح بريده الالكتروني لقراءة الرسائل التي يبعثها له رئيسه بالعمل أو أستاذه المشرف, وقد يحتاج لزيارة مستشار نفسي للتخلص مما يعاني منه بالعلاج السلوكي المعرفي, أو غيره...
يجب إن كنت تعاني من الخوف من إتمام المهام أو النجاح أو الفشل التفكير في ما قد يحصل لك, طبعا لاشيء, إن الأفكار المرافقة لك هي غير ذات أهمية وغير حقيقية ويجب أن تكتبها في ورقة لتتأملها وتدرك جيدا حقيقتها بتعريتها.
المتردد أيضا قد يحتاج لدورات تدريب لتعلم إنجاز المهام بسهولة دون المبالغة في التخطيط والتفكير المرهق حول الموضوع, ربما يصعب عليك ذلك بسبب أن الأمر مرتبط بطبيعة شخصيتك, لكن التقليل من حدته ممكنة إن أنت فقط دفعت نفسك دفعا لإنجاز المهام دون تفكير مطول وعلى دفعات قصيرة.
أما طالب التشويق فإن حله في وضع قائمة بالمهام تكون جد مختصرة, بحيث لا تعد نفسك بإنجاز مهمة ضخمة في يوم واحد ولكن حدد مدة خمس دقائق مثلا لإنجاز جزء من المهمة واختر أسهل جزء للبدء به, وحينها قد تجد نفسك مسترسلا في العمل.
بشكل عام فإن إخبار شخص آخر بالموضوع وطلب المساعدة منه مهمة أيضا, إذ بعد أن تقسم العمل لأجزاء جد صغيرة اطلب من شخص آخر أن يحثك للنهوض للعمل في الموعد الذي حددته أنت مسبقا, فيعمل هذا الشخص على تذكيرك, وتشجيعك للعمل سواء عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي أو أحد أفراد أسرتك بالبيت.
كما أن أهم شيء هو الاستمرارية, حتى وإن ماطلت وتركت العمل لأيام أخرى فلا تيأس وتلم نفسك بل عد وأتمم العمل بوقت لاحقا قبل آخر لحظة.
وجدت أن قاعدة 80% / 20% ممتازة للتخلص من هوس المثالية الفارغ.
ردحذفتدوينة رائعة تحية لك.
تحية لك أيضا أستاذ معاذ
حذفكلامك طويل وكثير اختصر بالمرات الجايه جبتلي الكئابه
ردحذفأهلا بك.
حذفسأختصر إن كانت هذه رغبة الجميع, لا يمكنني أن أختصر لأجلك وحسب أعذرني.
كآبة..
حذفالسيو يحب الكآبة يا أستاذ معاذ ههههههه
حذفلما أجريت الإختبار ظهر لي مماطل اللحظات الأخيرة
ردحذفلكن وصف المماطل المتردد من كتابتك هو الذي ينطيق علي
ربما بسبب إن أسئلة الإختبار قليلة فـ لم يكن الإختبار دقيق بشكل الكافي
* ينطبق
حذفنعم الأسئلة قليلة.
حذفنعم الشخص يجب ألا يعتمد على الاختبارات كليا لأنها فقط للتوجيه والتفسير.
يعد الاكتئاب والاتباك من اسباب التسويف وكذلك القلق والنسيان
ردحذفشكرا لك على المقال المفيد