اضطرابات الجسدنة: آلام جسدية, شلل وعمى وهمي
لوحة للفنان الروسي فازيلي بولينوف بعنوان المرأة المريضة عام 1886
تتمحور اضطرابات الجسدنة حول أعراض جسدية يشعر بها المصاب دون أن يكون لها أي أصل بيلوجي, إذ تظهر التحاليل والفحوصات السريرية أنه خال تماما من الأمراض العضوية التي قد تؤدي لتلك الأعراض, إذن هي أعراض ذات أصل نفسي, قد تصيب عضوا أو أكثر بالجسد وتكون مصاحبة بالقلق, الجهل المطبق بهذا الاضطراب يقود المصابين وأهليهم للاعتقاد أن ما يعاني منه المصاب سحر أو عين.
تندرج عدة اضطرابات تحت مسمى اضطراب الجسدنة ولكل منها أعراضها الخاصة ويمكن تقسيمها لفئتين:
1- اضطرابات بأعراض جسدية حقيقية بالنسبة للمريض:
اضطراب الجسدنة:
اضطراب يتميز باختبار المصاب لعرض أو عدة أعراض جسدية تكون معيقة للحياة وتستحوذ على تفكيره وتصيبه بالقلق بشأنها وهو ينتشر بشكل أكبر بين الطبقات الفقيرة التي تعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية كما أنه يصيب بشكل أكبر النساء ذوات التعليم المنخفض أو الغير متعلمات وتظهر الأعراض مبكرا بسن المراهقة والشباب وتبقى مرافقة للمصاب طول الوقت.
قد يطال الألم أي عضو بالجسد وقد يرافق المريض عرض واحد فقط أو عدة أعراض:
- آلام بالصدر, خفقان بالقلب, ضيق بالتنفس
- آلام بالذراعين أو الساقين
- صداع بالرأس
- نزيف حاد أثناء فترة الطمث بالنسبة للنساء أو عدم انتظام الدورة الشهرية
- آلام بالأمعاء, إمساك أو إسهال
- غثيان
- وهن عام بالجسد أو آلام بشتى أنحاء الجسد
يلجأ المريض للأطباء للكشف عن حالته إلا أن الجميع يؤكد له أن التحاليل والفحوصات تؤكد سلامته الجسدية وأن ما يعاني منه لا أصل له, إلا أن المريض لا يتقبل هذه الحقيقة لأن الألم الذي يشعر به حقيقي ويكون شديدا عليه, أو أن الاسهال مزمن أو النزيف كثيف بالنسبة للمرأة المصابة, ويكون مصاحبا بقلق شديد اتجاه الصحة, مما يجعل عددا كبيرا يفسر الأمر على أنه سحر, وأحيانا يتم اتهام المريض بالكذب واختلاق الأعراض من طرف الأهل خصوصا إن كان المصاب مراهقا.
اضطراب التحويل أو الهستيريا التحولية:
الهستيريا التحولية هو اضطراب من اضطرابات الجسدنة حيث يتمحور حول الجسد أيضا والمقصود أن الاضطراب النفسي يتحول لاضطراب جسدي, إلا أنه يختلف عن اضطرابات الجسدنة كونه يصيب الجهاز الحسي أو الحركي للمصاب فيصيبه بالعجز, وعلى غرار اضطراب الجسدنة فهو يكثر بصفوف الطبقات الفقيرة ذات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وبين صفوف النساء ذوات التعليم المنخفض خصوصا الشابات.
تتميز أعراضه أن الشخص يصاب إما بشلل باحدى ساقيه أو ذراعيه أو كلاهما بحيث يصير عاجزا جزئيا أو تماما عن تحريكهما أو أن يصاب في احدى حواسه كالعمى أو الصمم أو فقدان حاسة الذوق أو حاسة الشم, أو صعوبة بالكلام أو فقدان النطق, أو أن يصاب بحالات صرع وتشنج دون أن يكون لأعراضه أي أصل بيلوجي فالطبيب سيؤكد سلامة الأعصاب الحركية والحسية وسلامة العضو, فطبعا يلجأ الأهل للعلاج الروحاني سواء الرقية الشرعية أو حتى الشعوذة لأنه بالغالب يكون اضطرابا منتشرا بين صفوف الفئات الغير متعلمة والفقيرة والتي ليس لها إمكانية دفع تكاليف العلاج السلوكي المعرفي للأسف, وتكرس بعض وسائل الإعلام الجهل بهذا الاضطراب بإظهار حالات على أنها شفيت بالشعوذة والطلاسم.
الأسباب:
تبقى الأسباب مجهولة إلا أن للصدمات النفسية ولسوء البيئة التي ينشأ بها الطفل أثرا بالغا في تطوير الاضطراب بسن المراهقة بسبب الأجواء المشحونة والقلق المستمر حيث يتم تفسير الاضطراب على أن العقل يقوم بتصدير الآلام النفسية التي يشعر بها نحو الجسد فتصير آلاما جسدية, هو يواجه ضغطا كبيرا وقلقا ومعيشة سيئة لذا يشتد الألم النفسي فيتحول لجسدي.
وكثيرا ما يكون الاضطراب مصحوبا باضطراب تفارقي.
لا يجب الخلط بين اضطراب الجسدنة والاضطرابات النفسية الأخرى كنوبات الهلع مثلا, لأن هذا الأخير أعراضه حادة جدا وتستمر بضع ثوان أو دقائق, يشعر فيها المصاب أنه يموت, إلا أن اضطراب الجسدنة هو حالة جسدية تستمر طول الوقت لأشهر عديدة أو حتى سنوات بشكل أقل حدة.
2- اضطرابات جسدية غير حقيقية ومختلقة:
اضطراب القلق من المرض:
عكس الجسدنة فإن اضطراب القلق من المرض لا يشعر فيه المريض بأي ألم أو أي أعراض جسدية حقيقة إلا أنه يصاب بقلق شديد حيال صحته ويبالغ في أي عرض بسيط يصيبه بشكل معيق للحياة اليومية ومزعج لمحيطه, فهو قد ينظر للمرآة فيرى بثرة بوجهه فيهوّل منها ويزور الطبيب بشأنها, هو مهووس طول الوقت بصحته ويحاول أن يؤكد للآخرين أنه مريض فعلا, قد يشعر بألم خفيف ببطنه فيصير طريح الفراش, أو يلجأ للطبيب ليؤكد له أنه مريض, رافضا فكرة أنه يعاني من اضطراب نفسي, لذا هو غالبا ما يلقى تجاهلا من طرف أسرته وأصدقائه نتيجة هذه الشكوى المستمرة من أعراض طفيفة حيث يصير مصدر إزعاج بالنسبة لهم.
لايجب الخلط بين هذا الاضطراب وبين الوسواس القهري, إذا أن المصاب بالوسواس يقلق من أن يصاب بالمرض مستقبلا, هو يقصد الطبيب خوفا من أن يكون ما يشعر به مرضا خطيرا فيطمئنه الطبيب فيشعر بالراحة مؤقتا, هو يريد أن يطمئن للأبد, عكس مصاب اضطراب القلق من المرض الذي يحاول إقناع الطبيب ومحيطه أنه مريض فعلا ويحتاج لعلاج.
عكس اضطرابات الجسدنة ينتشر هذا الاضطراب بين النساء والرجال على حد سواء بتفاوت بسيط.
اضطراب المرض الافتعالي:
ويعرف أيضا بمتلازمة مونخهاوزن اضطراب يعد أحيانا خطيرا على صحة المصاب أو أسرته, حيث أنه يختلق ويكذب بشأن صحته, فقد يضع الضماد على يده أو يشتري عكازا ليوهم الآخرين أنه مريض لإثارة انتباههم وشفقتهم, أو أن يزور شهادات طبية أو أن يتظاهر بالمرض, وهو يفعل ذلك بشكل متكرر بحيث يعرف الجميع أنه مريض بشكل مزمن أو يعاني كسورا وجروحا بشكل متكرر.
أحيانا يعمد المصاب لإثارة شفقة الآخرين وانتباههم عن طريق أحد أفراد أسرته, ويعرف في هذه الحالة باضطراب المرض الافتعالي بالوكالة, فيجبر ابنه على وضع الضماد أو البقاء طريح الفراش والتغيب عن المدرسة.
أحيانا يبلغ الاضطراب مبالغ جد حادة حيث يبدأ المصاب بإمراض نفسه فعلا بابتلاع مواد سامة أو جرح نفسه أو خلق كسور بجسده ومن تم زيارة المستشفى والأطباء بشكل متكرر وهو دائم البحث عن أعراض الأمراض لاختلاق أعراض مشابهة سواء له أو لأبنائه.
ينتشر الاضطراب بشكل كبير جدا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو منتشر بين صفوف الأمهات, وكثيرا ما يتم تجسيده بالأفلام, حيث تعمد الأم على إمراض ابنها لجلب الانتباه والشفقة إليها من طرف العاملين بقطاع الصحة أو من طرف المحيطين بها, وكثيرا ما تقود هذه المحاولات لموت الطفل.
آخر القصص المثيرة أن فتاة كانت تجبرها أمها طوال عشر سنوات على استخدام الكرسي المتحرك وتناول أدوية أدت لتدهور صحتها ولتساقط أسنانها وحلق شعرها كي توهم الآخرين أنها مصابة بسرطان الدم, حتى لصارت تبدو عجوزا وهي بسن المراهقة فأقدمت الفتاة بمساعدة صديقها على قتل أمها, وانتهى بها الأمر بالسجن طبعا.
بالعالم العربي لا وجود لاحصاءات لهذا الاضطراب لأنه محاط بالجهل المطبق ولأنه يصعب تقبل فكرة أن الشخص يمرض نفسه أو فلذة كبده دون أن تكون أعراض ذهانية بادية على محياه, فالناس اعتادوا أن يكون الاضطراب النفسي (جنونا) أي أن يكلم الشخص نفسه وبملابس متسخة ويقوم بتصرفات غريبة (أعراض الفصام), يستحيل عليهم تصديق أن أما حنونا طيبة ومحبة لجيرانها وأسرتها تعمد على إمراض ابنها بنفسها, كما أن المصاب نادرا ما يلجأ للعلاج النفسي.
طبعا المصاب مسؤول عن أفعاله كامل المسؤولية فهو يفعل ذلك بإرادته التامة وبالتالي فهو يقع تحت طائلة للعقوبات الجاري بها العمل إذا تبث تعريضه لحياة أو صحة شخص ما للخطر.
علاج اضطرابات الجسدنة:
يتركز العلاج بالتقويم السلوكي المعرفي, إذ لا تنفع الأدوية إلا في حالة مرافقة الاضطرابات لأعراض القلق أو الاكتئاب, التي تفيد كثيرا في التخفيف من أعراض الجسدنة في حين يعالج افتعال الأمراض بالعلاج السلوكي المعرفي وهو يتطلب مواكبة طويلة الأمد لأن المصاب قد لا يستجيب وقد يستمر في محاولاته للفت الانتباه بأذية نفسه أو غيره.
تتمحور اضطرابات الجسدنة حول أعراض جسدية يشعر بها المصاب دون أن يكون لها أي أصل بيلوجي, إذ تظهر التحاليل والفحوصات السريرية أنه خال تماما من الأمراض العضوية التي قد تؤدي لتلك الأعراض, إذن هي أعراض ذات أصل نفسي, قد تصيب عضوا أو أكثر بالجسد وتكون مصاحبة بالقلق, الجهل المطبق بهذا الاضطراب يقود المصابين وأهليهم للاعتقاد أن ما يعاني منه المصاب سحر أو عين.
تندرج عدة اضطرابات تحت مسمى اضطراب الجسدنة ولكل منها أعراضها الخاصة ويمكن تقسيمها لفئتين:
1- اضطرابات بأعراض جسدية حقيقية بالنسبة للمريض:
اضطراب الجسدنة:
اضطراب يتميز باختبار المصاب لعرض أو عدة أعراض جسدية تكون معيقة للحياة وتستحوذ على تفكيره وتصيبه بالقلق بشأنها وهو ينتشر بشكل أكبر بين الطبقات الفقيرة التي تعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية كما أنه يصيب بشكل أكبر النساء ذوات التعليم المنخفض أو الغير متعلمات وتظهر الأعراض مبكرا بسن المراهقة والشباب وتبقى مرافقة للمصاب طول الوقت.
قد يطال الألم أي عضو بالجسد وقد يرافق المريض عرض واحد فقط أو عدة أعراض:
- آلام بالصدر, خفقان بالقلب, ضيق بالتنفس
- آلام بالذراعين أو الساقين
- صداع بالرأس
- نزيف حاد أثناء فترة الطمث بالنسبة للنساء أو عدم انتظام الدورة الشهرية
- آلام بالأمعاء, إمساك أو إسهال
- غثيان
- وهن عام بالجسد أو آلام بشتى أنحاء الجسد
يلجأ المريض للأطباء للكشف عن حالته إلا أن الجميع يؤكد له أن التحاليل والفحوصات تؤكد سلامته الجسدية وأن ما يعاني منه لا أصل له, إلا أن المريض لا يتقبل هذه الحقيقة لأن الألم الذي يشعر به حقيقي ويكون شديدا عليه, أو أن الاسهال مزمن أو النزيف كثيف بالنسبة للمرأة المصابة, ويكون مصاحبا بقلق شديد اتجاه الصحة, مما يجعل عددا كبيرا يفسر الأمر على أنه سحر, وأحيانا يتم اتهام المريض بالكذب واختلاق الأعراض من طرف الأهل خصوصا إن كان المصاب مراهقا.
اضطراب التحويل أو الهستيريا التحولية:
الهستيريا التحولية هو اضطراب من اضطرابات الجسدنة حيث يتمحور حول الجسد أيضا والمقصود أن الاضطراب النفسي يتحول لاضطراب جسدي, إلا أنه يختلف عن اضطرابات الجسدنة كونه يصيب الجهاز الحسي أو الحركي للمصاب فيصيبه بالعجز, وعلى غرار اضطراب الجسدنة فهو يكثر بصفوف الطبقات الفقيرة ذات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وبين صفوف النساء ذوات التعليم المنخفض خصوصا الشابات.
تتميز أعراضه أن الشخص يصاب إما بشلل باحدى ساقيه أو ذراعيه أو كلاهما بحيث يصير عاجزا جزئيا أو تماما عن تحريكهما أو أن يصاب في احدى حواسه كالعمى أو الصمم أو فقدان حاسة الذوق أو حاسة الشم, أو صعوبة بالكلام أو فقدان النطق, أو أن يصاب بحالات صرع وتشنج دون أن يكون لأعراضه أي أصل بيلوجي فالطبيب سيؤكد سلامة الأعصاب الحركية والحسية وسلامة العضو, فطبعا يلجأ الأهل للعلاج الروحاني سواء الرقية الشرعية أو حتى الشعوذة لأنه بالغالب يكون اضطرابا منتشرا بين صفوف الفئات الغير متعلمة والفقيرة والتي ليس لها إمكانية دفع تكاليف العلاج السلوكي المعرفي للأسف, وتكرس بعض وسائل الإعلام الجهل بهذا الاضطراب بإظهار حالات على أنها شفيت بالشعوذة والطلاسم.
الأسباب:
تبقى الأسباب مجهولة إلا أن للصدمات النفسية ولسوء البيئة التي ينشأ بها الطفل أثرا بالغا في تطوير الاضطراب بسن المراهقة بسبب الأجواء المشحونة والقلق المستمر حيث يتم تفسير الاضطراب على أن العقل يقوم بتصدير الآلام النفسية التي يشعر بها نحو الجسد فتصير آلاما جسدية, هو يواجه ضغطا كبيرا وقلقا ومعيشة سيئة لذا يشتد الألم النفسي فيتحول لجسدي.
وكثيرا ما يكون الاضطراب مصحوبا باضطراب تفارقي.
لا يجب الخلط بين اضطراب الجسدنة والاضطرابات النفسية الأخرى كنوبات الهلع مثلا, لأن هذا الأخير أعراضه حادة جدا وتستمر بضع ثوان أو دقائق, يشعر فيها المصاب أنه يموت, إلا أن اضطراب الجسدنة هو حالة جسدية تستمر طول الوقت لأشهر عديدة أو حتى سنوات بشكل أقل حدة.
2- اضطرابات جسدية غير حقيقية ومختلقة:
اضطراب القلق من المرض:
عكس الجسدنة فإن اضطراب القلق من المرض لا يشعر فيه المريض بأي ألم أو أي أعراض جسدية حقيقة إلا أنه يصاب بقلق شديد حيال صحته ويبالغ في أي عرض بسيط يصيبه بشكل معيق للحياة اليومية ومزعج لمحيطه, فهو قد ينظر للمرآة فيرى بثرة بوجهه فيهوّل منها ويزور الطبيب بشأنها, هو مهووس طول الوقت بصحته ويحاول أن يؤكد للآخرين أنه مريض فعلا, قد يشعر بألم خفيف ببطنه فيصير طريح الفراش, أو يلجأ للطبيب ليؤكد له أنه مريض, رافضا فكرة أنه يعاني من اضطراب نفسي, لذا هو غالبا ما يلقى تجاهلا من طرف أسرته وأصدقائه نتيجة هذه الشكوى المستمرة من أعراض طفيفة حيث يصير مصدر إزعاج بالنسبة لهم.
لايجب الخلط بين هذا الاضطراب وبين الوسواس القهري, إذا أن المصاب بالوسواس يقلق من أن يصاب بالمرض مستقبلا, هو يقصد الطبيب خوفا من أن يكون ما يشعر به مرضا خطيرا فيطمئنه الطبيب فيشعر بالراحة مؤقتا, هو يريد أن يطمئن للأبد, عكس مصاب اضطراب القلق من المرض الذي يحاول إقناع الطبيب ومحيطه أنه مريض فعلا ويحتاج لعلاج.
عكس اضطرابات الجسدنة ينتشر هذا الاضطراب بين النساء والرجال على حد سواء بتفاوت بسيط.
اضطراب المرض الافتعالي:
ويعرف أيضا بمتلازمة مونخهاوزن اضطراب يعد أحيانا خطيرا على صحة المصاب أو أسرته, حيث أنه يختلق ويكذب بشأن صحته, فقد يضع الضماد على يده أو يشتري عكازا ليوهم الآخرين أنه مريض لإثارة انتباههم وشفقتهم, أو أن يزور شهادات طبية أو أن يتظاهر بالمرض, وهو يفعل ذلك بشكل متكرر بحيث يعرف الجميع أنه مريض بشكل مزمن أو يعاني كسورا وجروحا بشكل متكرر.
أحيانا يعمد المصاب لإثارة شفقة الآخرين وانتباههم عن طريق أحد أفراد أسرته, ويعرف في هذه الحالة باضطراب المرض الافتعالي بالوكالة, فيجبر ابنه على وضع الضماد أو البقاء طريح الفراش والتغيب عن المدرسة.
أحيانا يبلغ الاضطراب مبالغ جد حادة حيث يبدأ المصاب بإمراض نفسه فعلا بابتلاع مواد سامة أو جرح نفسه أو خلق كسور بجسده ومن تم زيارة المستشفى والأطباء بشكل متكرر وهو دائم البحث عن أعراض الأمراض لاختلاق أعراض مشابهة سواء له أو لأبنائه.
ينتشر الاضطراب بشكل كبير جدا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو منتشر بين صفوف الأمهات, وكثيرا ما يتم تجسيده بالأفلام, حيث تعمد الأم على إمراض ابنها لجلب الانتباه والشفقة إليها من طرف العاملين بقطاع الصحة أو من طرف المحيطين بها, وكثيرا ما تقود هذه المحاولات لموت الطفل.
آخر القصص المثيرة أن فتاة كانت تجبرها أمها طوال عشر سنوات على استخدام الكرسي المتحرك وتناول أدوية أدت لتدهور صحتها ولتساقط أسنانها وحلق شعرها كي توهم الآخرين أنها مصابة بسرطان الدم, حتى لصارت تبدو عجوزا وهي بسن المراهقة فأقدمت الفتاة بمساعدة صديقها على قتل أمها, وانتهى بها الأمر بالسجن طبعا.
بالعالم العربي لا وجود لاحصاءات لهذا الاضطراب لأنه محاط بالجهل المطبق ولأنه يصعب تقبل فكرة أن الشخص يمرض نفسه أو فلذة كبده دون أن تكون أعراض ذهانية بادية على محياه, فالناس اعتادوا أن يكون الاضطراب النفسي (جنونا) أي أن يكلم الشخص نفسه وبملابس متسخة ويقوم بتصرفات غريبة (أعراض الفصام), يستحيل عليهم تصديق أن أما حنونا طيبة ومحبة لجيرانها وأسرتها تعمد على إمراض ابنها بنفسها, كما أن المصاب نادرا ما يلجأ للعلاج النفسي.
طبعا المصاب مسؤول عن أفعاله كامل المسؤولية فهو يفعل ذلك بإرادته التامة وبالتالي فهو يقع تحت طائلة للعقوبات الجاري بها العمل إذا تبث تعريضه لحياة أو صحة شخص ما للخطر.
علاج اضطرابات الجسدنة:
يتركز العلاج بالتقويم السلوكي المعرفي, إذ لا تنفع الأدوية إلا في حالة مرافقة الاضطرابات لأعراض القلق أو الاكتئاب, التي تفيد كثيرا في التخفيف من أعراض الجسدنة في حين يعالج افتعال الأمراض بالعلاج السلوكي المعرفي وهو يتطلب مواكبة طويلة الأمد لأن المصاب قد لا يستجيب وقد يستمر في محاولاته للفت الانتباه بأذية نفسه أو غيره.
غريب جدا ولكن اضطراب المرض الافتعالي منتشر فعلا
ردحذفاشكرك حقا مدونتك مفيدة بحق استمر
شكرااااا موضوع في الصميم الجسدنة اي تاثير النفسية على جسد المريض او المرض البسيكوسوماتيك يعني هذا مرض فعلي زي الشقيقة و القولون العصبي و يصيب دائما الاعضاء التي لا يستطيع الانسان التحكم بهاو هو نتيجة التعب النفسي الكثيف اما الهستيريا و الا الاضطراب التحولي فيكون في عقل المريض و دائما يكون في عضو حسي يتحكم به المريض كالاذن او الرجل ...و هو عادة مرض يهرب به المريض من صدمة او لتجنب الشعور بالذنب او للفت الانظار
ردحذفو على فكرة انا اعرف بنتين من اعلى مستوى ثقافي..و عندهم هذا الاضطراب اتعلم لماذا لان مستوى ثقافتنا كشعب تتمثل بالشهادات..و ليس بالوعي و الحكمة الحقيقية....شكرا لانك رجعت للنشاط بهاد المدونة شكرا يا ريت كل الناس تقرا الها يمكن يعلى شوي الوعي الجماعي.... ممكن نعرف عنك شوي سيد جواد هل اهتمامك بعلم النفس هواية زي او تخصصك العلمي..