الصور النمطية, التحيز, التمييز: ماذا تعرف عن العنصرية؟
جميعنا نعرف معنى العنصرية ولا أظن أن هناك من لم يواجه كلاما عنصريا سواء بالعالم الحقيقي أو الافتراضي على مواقع التواصل, بل ربما أنت أيضا عزيزي القارئ تتفوه بكلام عنصري إما بوعي وإدراك وإما بلاوعي فتسمي كلامك العنصري حقائق وتجارب.
لفهم أفضل للعنصرية يجب فهم بعض المفاهيم التي تعدّ منشأ لها, كما أن العنصرية ليست إلا نموذجا واحدا من عدة نماذج تمييزية سنتعرف عليها.
الصور النمطية Stereotypes:
إن أردنا تحليل السلوك العنصري فإننا سنرجعه إلى الصور النمطية التي يرسمها الإنسان في ذهنه عن فئة من الفئات, فكثيرا ما نرسم في أذهاننا صورا نمطية انطلاقا من تجاربنا الشخصية.
فلو قلت لك أنني كنت البارحة أتابع عرضا لفتاة ترقص, فإنك ستتخيل الآن امرأة بملابس الرقص الشرقي تهز خصرها, ولكنني لا أقصد راقصة شرقية, بل أقصد عرضا لطفلة ترقص الباليه.
وبالتالي فإن ما تخيلته أنت كان نتيجة الصورة النمطية التي رسمتها في ذهنك بناء على المجتمع الشرقي الذي تعيش فيه, فلو قلت ذات العبارة لشخص اسباني فإنه لن يتخيل راقصة شرقية بل قد يتخيل راقصة فلامنكو.
إذن الصور النمطية ننسجها في أذهاننا استنادا على تجاربنا الشخصية, أحيانا يكون تنميطا إيجابيا وأحيانا سلبيا لكنه في كلتا الحالتين غير صحيح, لأنه يعمم حقائق قد لا تنطبق على كل فرد.
مثال:
1 - لا يمكنني ائتمان أصحاب هذه الجنسية لأنهم مخادعون ------> تنميط سلبي.
2 - صديقي رائع! كيف لا وهو ينتمي لبلد الكرم والشهامة ------> تنميط إيجابي.
3 - رغم أنها سوداء إلا أنها جميلة ------> تنميط سلبي.
كما تلاحظ في الأمثلة فإن الصورة النمطية للمثال الأول تتمثل في أن أصحاب جنسية ما مخادعون وهذه الصورة تم نسجها في مخيلة صاحبها بناء على تجارب شخصية مع بضعة أفراد, أو ما وصله عنهم من أخبار, أو ما يردده المجتمع, أو حتى ما تنقله وسائل الاعلام عنهم, والأمر ذاته ينطبق على المثال الثاني وإن كان التنميط هنا ايجابيا.
في المثال الثالث صورة نمطية للمرأة الجميلة التي يتم تصويرها دائما على هيئة فتاة ببشرة فاتحة في كثير من المجتمعات منها العربية, فإن طلبت منك أن ترسم صورة لامرأة جميلة فإنك على الأرجح سترسم صورة امرأة بيضاء بملامح وجه قوقازية كصورة نمطية للمرأة الجميلة...ونرى هذه الصورة النمطية بالاعلانات أيضا التي تصور فتاة سمراء تعيسة غير محبوبة اشترت منتجا لتفتيح البشرة وفجأة صارت مرغوبة من طرف الجميع.
إذن هذه الصور النمطية سواء كانت إيجابية أو سلبية هي تعميم خاطئ, فصاحب العبارة الأولى لم يختبر ولم يتعامل مع كل فرد من أفراد تلك الجنسية ليتأكد من أنهم جميعا مخادعون, وذات الأمر ينطبق على العبارتين المواليتين.
يميل أصحاب التفكير البسيط للتعميم والوقوع فريسة الصور النمطية أكثر من غيرهم وسنتحدث عن هذا في موضوع لاحق.
التحيز أو الأحكام المسبقة Prejudices:
بناء على الصور النمطية قد يتحيز الشخص ضد شخص آخر ويضع عليه أحكامه المسبقة معتمدا على الصور النمطية التي نسجها في ذهنه, دون الاعتماد على أي منطق أو حقائق.
فهو قد يشعر بالريبة منك إن علم أنك تحمل جنسية "المخادعون" كصورة نمطية وسيتوقع منك أن تكون مخادعا أيضا حتى قبل أن يتعامل معك, أو قد يتوقع منك أن تكون كريما لأنك تنتمي لبلد "الكرم" كصورة نمطية دون أن تُظهر له أي بادرة تدل على كرمك من عدمه, قد يشعر الأمريكي بالخوف الشديد إن جلست قربه وأنت ترتدي ملابس عربية, لأن لديه صورة نمطية من أن العرب "إرهابيون" وأنك على الأرجح تخفي المتفجرات تحت ملابسك.
مثال:
1- أفضّل العمل مع أحمد وليس منى, لأن منى امرأة (تحيز) والمرأة لا تجيد العمل (صورة نمطية).
2- يصعب تصديق أحمد لأنه رجل (تحيز) فوعود الرجال كلها كذب (صورة نمطية).
3- أتمنى أن لا يقطن في المنزل المجاور لي أسرة عربية (تحيز) فالعرب إرهابيون (صورة نمطية).
إلا أن التحيز أو الأحكام المسبقة تبقى مجرد أفكار لا تتحول لسلوك, فصاحب العبارة الأولى يفضل العمل مع أحمد لاعتقاده أن النساء لا يجدن العمل رغم أنه لم يجرب منى فعليا ولكنه مع ذلك لن يمانع من العمل مع منى ولن يعترض على ذلك.
أيضا صاحبة العبارة الثانية وإن كانت لا تصدق وعود أحمد لأنه رجل لاعتقادها أن الرجال يكذبون في وعودهم فإنها مع ذلك ستوافق على تقبل وعوده لها.
وفي العبارة الثالثة فإن هذا الشخص الغربي وإن كان يخشى العرب إلا أنه لن يعمل على الحول دون أن تقطن أسرة عربية في منزل مجاور له.
عندما لا يبقى التحيز حبيس المخيلة ويتعدى ذلك ليتحول لسلوك فحينها نحن نتحدث عن تمييز.
التمييز Discrimination:
التمييز هو سلوك مبني على التحيز, معاملة للآخر تستند على انتمائه لفئة من الناس يحمل ضدها الشخص المعني صورا نمطية, وهو يأخذ عدة أشكال منها:
1- التمييز الجنسي Sexism: أي أن يعامل أحدهم شخصا معاملة تمييزية بناء على جنسه لا تعتمد على أي قانون أو حقائق أو غيره, كأن يوظف صاحب شركة رجلا وامرأة يقومان بنفس الوظيفة على أكمل وجه, فيدفع للمرأة أجرة أقل من أجرة الرجل, وهذا ما تعاني منه العديد من النساء حول العالم فعلا.
قد تجد التحيز أيضا في التعليم إذ نبهت منظمة اليونسكو أن التمييز بين الجنسين منتشر بالكتب المدرسية للدول النامية, حيث يتم تصوير المرأة في صور نمطية سلبية كصاحبة مكائد وضغائن أو أحلام وردية أو غيرها من الصور في مقابل الرجل صاحب التفكير العقلاني والمجد في العمل..
نتج عن هذا التمييز ضد المرأة عبر الأزمنة رد فعل عنيف تمثل بظهور حركات نسوية راديكالية تعتبر الأنثى أفضل من الذكر, وصارت هذه الحركات تمارس التمييز ضد الرجل في المجتمعات الغربية, تأثير هذه الحركات المتعصبة في الغرب ضعيف ووجودها في المجتمع العربي لا يكاد يذكر.
وأيا كان الحال فإنه وبشكل عام فالتمييز الجنسي حول العالم يمارس في أغلب حالاته ضد الأنثى.
2- التمييز القومي Nationalism: وهو تمييز مبني على الجنسية أو القومية أو الوطنية, كأن يتم التمييز ضد الأشخاص الذين لا يحملون نفس الجنسية أو القومية في المعاملة التي يحفظها القانون لهم, وتجدر الإشارة أن التمييز لا يكون مقتصرا من طرف الأشخاص بل حتى الدول التي قد تسن قوانين تمييزية وهذا يعد موضوعا آخر لن أتطرق له لأنه موضوع يهم المختصين بالقانون.
قد يتعصب الشخص لقوميته لجنسيته ووطنه بحيث يرفض الآخر ويمارس ضده أشكالا تمييزية.
مثال: لماذا دخل هذا الشخص قبلي لإجراء الفحوصات الطبية رغم أنه ليس ابن البلد؟
3- التمييز الطبقي Classism: هو تمييز مبني على الطبقات الاجتماعية, تجدها في مجتمعات عدة تقسم مواطنيها لطبقات نبيلة وأخرى متوسطة وأخرى عاملة مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والهند ودول أخرى عديدة وتجدها أيضا لدى البعض بالدول العربية التي تعرف تقسيما طبقيا بناء على المكانة الاجتماعية أو المكانة الاقتصادية.
مثال: نحن من أسرة عريقة لا يمكننا أن نزوج ابنتنا من شاب ينتمي لأسرة ليس لها مكانة بالمجتمع.
4- التمييز العرقي أو العنصرية Racism: تعد العنصرية مجرد شكل واحد من أشكال التمييز وهي مبنية على التمييز العرقي, وتعد العنصرية من بين أهم أشكال التمييز, كالتمييز الحاصل في الولايات الأمريكية المتحدة ضد المواطنين من أصل افريقي, والتي نشأ عنها رد فعل عنيف من طرف بعض السود حيث على غرار الحركات النسوية الراديكالية نشأت حركات سوداء راديكالية تروّج لتفوق العرق الأسود وتمارس التمييز ضد البيض.
العنصرية وإن كانت قد ازدهرت أول الأمر بالولايات المتحدة إلا أنها منتشرة ومنذ الأزل بجل مناطق العالم ونجد هذا بتاريخنا العربي حيث جاء الإسلام لنبذ هذا التمييز العرقي الذي كان ممارسا بالجاهلية.
التمييز العرقي لا يمارس فقط ضد السود من أصل افريقي أو أصحاب الملامح الافريقية بل يمارس ضد أي عرق أو شخص بشكل مختلف يدل على أنه ينتمي لعرقية مختلفة, رغم أن مسألة الأعراق هذه لا أساس بيولوجي لها فالاختلاف بين الجينات من نفس العرق أحيانا تكون أكبر من الاختلافات بين شخصين من عرقيتين مختلفتين.
مثال: أنت أسود عليك أن تعود لافريقيا, فبلادنا بلاد بيضاء.
إن بدت لك العبارة سخيفة ومضحكة فهذا ما يردده البعض فعلا ليس في أوربا فقط بل في بعض البلدان العربية أيضا.
اقرأ عن الشخصية السلطوية
5- التمييز الديني Religious discrimination: التمييز الديني هو تمييز يمارس ضد أشخاص يدينون بديانات مختلفة, كالتمييز ضد المسلمين مثلا بالدول الغربية, أو التمييز ضد المواطنين الغير مسلمين بالبلدان الاسلامية.
مثال: لا أدري لماذا قدمت يد المساعدة لهذا الرجل رغم أنه مسيحي.
مثال آخر: يجب عدم السماح للمسلمين بدخول بلداننا.
6- التمييز اللغوي Linguistic discrimination: تمييز ضد من يتحدثون لغة أخرى, تجده في المجتمعات التي بها تعدد لغوي, أو حتى لهجات متعددة, فقد يتعرض الشخص للتمييز فقط لأنه تحدث بلهجة مختلفة حتى وإن كانت مفهومة.
مثال: حتى وإن كنت أفهم ما تقول لن أبيعك ما تريد ما لم تتحدث بلغتي.
تعد هذه الأشكال الستة هي أكثر أشكال التمييز أو التحيز شهرة إلا أن هناك أشكالا عدة للتمييز, كالتمييز ضد من يعانون من مرض ما كالايدز مثلا أو غيره من الأمراض أو التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة, فلا يقبل صاحب الشركة مثلا توظيف شخص يعاني من إعاقة بساقه حتى وإن كان العمل لا يشترط سلامة الساقين, أو التمييز حسب السن وغيرها من الأشكال...
كما أن ثقافات أخرى تضيف أشكالا أخرى للتمييز حسب ما تؤمن به وتعتقده صوابا وقد لا يكون صوابا في ثقافات أخرى أو حتى جريمة يعاقب عليها القانون كالممارسات الجنسية المثلية.
لفهم أفضل للعنصرية يجب فهم بعض المفاهيم التي تعدّ منشأ لها, كما أن العنصرية ليست إلا نموذجا واحدا من عدة نماذج تمييزية سنتعرف عليها.
الصور النمطية Stereotypes:
إن أردنا تحليل السلوك العنصري فإننا سنرجعه إلى الصور النمطية التي يرسمها الإنسان في ذهنه عن فئة من الفئات, فكثيرا ما نرسم في أذهاننا صورا نمطية انطلاقا من تجاربنا الشخصية.
فلو قلت لك أنني كنت البارحة أتابع عرضا لفتاة ترقص, فإنك ستتخيل الآن امرأة بملابس الرقص الشرقي تهز خصرها, ولكنني لا أقصد راقصة شرقية, بل أقصد عرضا لطفلة ترقص الباليه.
وبالتالي فإن ما تخيلته أنت كان نتيجة الصورة النمطية التي رسمتها في ذهنك بناء على المجتمع الشرقي الذي تعيش فيه, فلو قلت ذات العبارة لشخص اسباني فإنه لن يتخيل راقصة شرقية بل قد يتخيل راقصة فلامنكو.
إذن الصور النمطية ننسجها في أذهاننا استنادا على تجاربنا الشخصية, أحيانا يكون تنميطا إيجابيا وأحيانا سلبيا لكنه في كلتا الحالتين غير صحيح, لأنه يعمم حقائق قد لا تنطبق على كل فرد.
مثال:
1 - لا يمكنني ائتمان أصحاب هذه الجنسية لأنهم مخادعون ------> تنميط سلبي.
2 - صديقي رائع! كيف لا وهو ينتمي لبلد الكرم والشهامة ------> تنميط إيجابي.
3 - رغم أنها سوداء إلا أنها جميلة ------> تنميط سلبي.
كما تلاحظ في الأمثلة فإن الصورة النمطية للمثال الأول تتمثل في أن أصحاب جنسية ما مخادعون وهذه الصورة تم نسجها في مخيلة صاحبها بناء على تجارب شخصية مع بضعة أفراد, أو ما وصله عنهم من أخبار, أو ما يردده المجتمع, أو حتى ما تنقله وسائل الاعلام عنهم, والأمر ذاته ينطبق على المثال الثاني وإن كان التنميط هنا ايجابيا.
في المثال الثالث صورة نمطية للمرأة الجميلة التي يتم تصويرها دائما على هيئة فتاة ببشرة فاتحة في كثير من المجتمعات منها العربية, فإن طلبت منك أن ترسم صورة لامرأة جميلة فإنك على الأرجح سترسم صورة امرأة بيضاء بملامح وجه قوقازية كصورة نمطية للمرأة الجميلة...ونرى هذه الصورة النمطية بالاعلانات أيضا التي تصور فتاة سمراء تعيسة غير محبوبة اشترت منتجا لتفتيح البشرة وفجأة صارت مرغوبة من طرف الجميع.
إذن هذه الصور النمطية سواء كانت إيجابية أو سلبية هي تعميم خاطئ, فصاحب العبارة الأولى لم يختبر ولم يتعامل مع كل فرد من أفراد تلك الجنسية ليتأكد من أنهم جميعا مخادعون, وذات الأمر ينطبق على العبارتين المواليتين.
يميل أصحاب التفكير البسيط للتعميم والوقوع فريسة الصور النمطية أكثر من غيرهم وسنتحدث عن هذا في موضوع لاحق.
التحيز أو الأحكام المسبقة Prejudices:
بناء على الصور النمطية قد يتحيز الشخص ضد شخص آخر ويضع عليه أحكامه المسبقة معتمدا على الصور النمطية التي نسجها في ذهنه, دون الاعتماد على أي منطق أو حقائق.
فهو قد يشعر بالريبة منك إن علم أنك تحمل جنسية "المخادعون" كصورة نمطية وسيتوقع منك أن تكون مخادعا أيضا حتى قبل أن يتعامل معك, أو قد يتوقع منك أن تكون كريما لأنك تنتمي لبلد "الكرم" كصورة نمطية دون أن تُظهر له أي بادرة تدل على كرمك من عدمه, قد يشعر الأمريكي بالخوف الشديد إن جلست قربه وأنت ترتدي ملابس عربية, لأن لديه صورة نمطية من أن العرب "إرهابيون" وأنك على الأرجح تخفي المتفجرات تحت ملابسك.
مثال:
1- أفضّل العمل مع أحمد وليس منى, لأن منى امرأة (تحيز) والمرأة لا تجيد العمل (صورة نمطية).
2- يصعب تصديق أحمد لأنه رجل (تحيز) فوعود الرجال كلها كذب (صورة نمطية).
3- أتمنى أن لا يقطن في المنزل المجاور لي أسرة عربية (تحيز) فالعرب إرهابيون (صورة نمطية).
إلا أن التحيز أو الأحكام المسبقة تبقى مجرد أفكار لا تتحول لسلوك, فصاحب العبارة الأولى يفضل العمل مع أحمد لاعتقاده أن النساء لا يجدن العمل رغم أنه لم يجرب منى فعليا ولكنه مع ذلك لن يمانع من العمل مع منى ولن يعترض على ذلك.
أيضا صاحبة العبارة الثانية وإن كانت لا تصدق وعود أحمد لأنه رجل لاعتقادها أن الرجال يكذبون في وعودهم فإنها مع ذلك ستوافق على تقبل وعوده لها.
وفي العبارة الثالثة فإن هذا الشخص الغربي وإن كان يخشى العرب إلا أنه لن يعمل على الحول دون أن تقطن أسرة عربية في منزل مجاور له.
عندما لا يبقى التحيز حبيس المخيلة ويتعدى ذلك ليتحول لسلوك فحينها نحن نتحدث عن تمييز.
التمييز Discrimination:
التمييز هو سلوك مبني على التحيز, معاملة للآخر تستند على انتمائه لفئة من الناس يحمل ضدها الشخص المعني صورا نمطية, وهو يأخذ عدة أشكال منها:
1- التمييز الجنسي Sexism: أي أن يعامل أحدهم شخصا معاملة تمييزية بناء على جنسه لا تعتمد على أي قانون أو حقائق أو غيره, كأن يوظف صاحب شركة رجلا وامرأة يقومان بنفس الوظيفة على أكمل وجه, فيدفع للمرأة أجرة أقل من أجرة الرجل, وهذا ما تعاني منه العديد من النساء حول العالم فعلا.
قد تجد التحيز أيضا في التعليم إذ نبهت منظمة اليونسكو أن التمييز بين الجنسين منتشر بالكتب المدرسية للدول النامية, حيث يتم تصوير المرأة في صور نمطية سلبية كصاحبة مكائد وضغائن أو أحلام وردية أو غيرها من الصور في مقابل الرجل صاحب التفكير العقلاني والمجد في العمل..
نتج عن هذا التمييز ضد المرأة عبر الأزمنة رد فعل عنيف تمثل بظهور حركات نسوية راديكالية تعتبر الأنثى أفضل من الذكر, وصارت هذه الحركات تمارس التمييز ضد الرجل في المجتمعات الغربية, تأثير هذه الحركات المتعصبة في الغرب ضعيف ووجودها في المجتمع العربي لا يكاد يذكر.
وأيا كان الحال فإنه وبشكل عام فالتمييز الجنسي حول العالم يمارس في أغلب حالاته ضد الأنثى.
2- التمييز القومي Nationalism: وهو تمييز مبني على الجنسية أو القومية أو الوطنية, كأن يتم التمييز ضد الأشخاص الذين لا يحملون نفس الجنسية أو القومية في المعاملة التي يحفظها القانون لهم, وتجدر الإشارة أن التمييز لا يكون مقتصرا من طرف الأشخاص بل حتى الدول التي قد تسن قوانين تمييزية وهذا يعد موضوعا آخر لن أتطرق له لأنه موضوع يهم المختصين بالقانون.
قد يتعصب الشخص لقوميته لجنسيته ووطنه بحيث يرفض الآخر ويمارس ضده أشكالا تمييزية.
مثال: لماذا دخل هذا الشخص قبلي لإجراء الفحوصات الطبية رغم أنه ليس ابن البلد؟
3- التمييز الطبقي Classism: هو تمييز مبني على الطبقات الاجتماعية, تجدها في مجتمعات عدة تقسم مواطنيها لطبقات نبيلة وأخرى متوسطة وأخرى عاملة مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والهند ودول أخرى عديدة وتجدها أيضا لدى البعض بالدول العربية التي تعرف تقسيما طبقيا بناء على المكانة الاجتماعية أو المكانة الاقتصادية.
مثال: نحن من أسرة عريقة لا يمكننا أن نزوج ابنتنا من شاب ينتمي لأسرة ليس لها مكانة بالمجتمع.
4- التمييز العرقي أو العنصرية Racism: تعد العنصرية مجرد شكل واحد من أشكال التمييز وهي مبنية على التمييز العرقي, وتعد العنصرية من بين أهم أشكال التمييز, كالتمييز الحاصل في الولايات الأمريكية المتحدة ضد المواطنين من أصل افريقي, والتي نشأ عنها رد فعل عنيف من طرف بعض السود حيث على غرار الحركات النسوية الراديكالية نشأت حركات سوداء راديكالية تروّج لتفوق العرق الأسود وتمارس التمييز ضد البيض.
العنصرية وإن كانت قد ازدهرت أول الأمر بالولايات المتحدة إلا أنها منتشرة ومنذ الأزل بجل مناطق العالم ونجد هذا بتاريخنا العربي حيث جاء الإسلام لنبذ هذا التمييز العرقي الذي كان ممارسا بالجاهلية.
التمييز العرقي لا يمارس فقط ضد السود من أصل افريقي أو أصحاب الملامح الافريقية بل يمارس ضد أي عرق أو شخص بشكل مختلف يدل على أنه ينتمي لعرقية مختلفة, رغم أن مسألة الأعراق هذه لا أساس بيولوجي لها فالاختلاف بين الجينات من نفس العرق أحيانا تكون أكبر من الاختلافات بين شخصين من عرقيتين مختلفتين.
مثال: أنت أسود عليك أن تعود لافريقيا, فبلادنا بلاد بيضاء.
إن بدت لك العبارة سخيفة ومضحكة فهذا ما يردده البعض فعلا ليس في أوربا فقط بل في بعض البلدان العربية أيضا.
اقرأ عن الشخصية السلطوية
5- التمييز الديني Religious discrimination: التمييز الديني هو تمييز يمارس ضد أشخاص يدينون بديانات مختلفة, كالتمييز ضد المسلمين مثلا بالدول الغربية, أو التمييز ضد المواطنين الغير مسلمين بالبلدان الاسلامية.
مثال: لا أدري لماذا قدمت يد المساعدة لهذا الرجل رغم أنه مسيحي.
مثال آخر: يجب عدم السماح للمسلمين بدخول بلداننا.
6- التمييز اللغوي Linguistic discrimination: تمييز ضد من يتحدثون لغة أخرى, تجده في المجتمعات التي بها تعدد لغوي, أو حتى لهجات متعددة, فقد يتعرض الشخص للتمييز فقط لأنه تحدث بلهجة مختلفة حتى وإن كانت مفهومة.
مثال: حتى وإن كنت أفهم ما تقول لن أبيعك ما تريد ما لم تتحدث بلغتي.
تعد هذه الأشكال الستة هي أكثر أشكال التمييز أو التحيز شهرة إلا أن هناك أشكالا عدة للتمييز, كالتمييز ضد من يعانون من مرض ما كالايدز مثلا أو غيره من الأمراض أو التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة, فلا يقبل صاحب الشركة مثلا توظيف شخص يعاني من إعاقة بساقه حتى وإن كان العمل لا يشترط سلامة الساقين, أو التمييز حسب السن وغيرها من الأشكال...
كما أن ثقافات أخرى تضيف أشكالا أخرى للتمييز حسب ما تؤمن به وتعتقده صوابا وقد لا يكون صوابا في ثقافات أخرى أو حتى جريمة يعاقب عليها القانون كالممارسات الجنسية المثلية.
كنت احتاج اقرأ مثل هذ الموضوع شكرا.
ردحذفرائع جدًا!
ردحذفاعتقد ان التمييز شيئ جيد اذا لم يزيد عن حده واعتبره ايضاً مؤشر للوعي والثقافة. مثلاً لو عملنا احصائية ونقارن فيها اي شي ضد اعراق او اديان او اجناس مختلفه لوجدنا الفرق واضح فالعقل السليم هو من يميز التمييز السليم👌🏼
ردحذف