الاعتداء الجنسي على الأطفال: الآثار النفسية
هل سبق وتعرضت لأي نوع من أنواع التحرش أو الاعتداء الجنسي وأنت طفل؟
هل السؤال مزعج؟
الاعتداء الجنسي في الطفولة من أبشع التجارب التي قد يمر بها الإنسان في حياته, غالبا ما تكون آثاره النفسية مدمرة...كما ويعد شائعا بشكل يفوق تصور أغلب الناس.
وقبل أن نعرج للحديث عن الآثار النفسية للاعتداء دعنا نلقي نظرة على الاحصاءات لنكتشف مدى شيوعه, فكثير هم من يعتقدون أنه أمر نادر الحدوث ولا يحصل إلا في المجتمعات المتفسخة.
حسب منظمة حقوق الإنسان واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية فإن نسب الاعتداء الجنسي على الأطفال تختلف من دولة لأخرى, بحيث تتراوح النسب العالمية بين 5 بالمائة و30 بالمائة مع العلم أن الحالات الغير مصرح بها تفوق بكثير الحالات المسجلة, لأن الأطفال يلتزمون الصمت غالبا, وترتفع نسب الاعتداءات في الحروب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية.
وإن كنت تتساءل عن النسب في الدول العربية فإنه وللأسف لا تتوفر على أي دراسات ومعطيات رسمية يمكن الاستناد عليها وذلك بسبب الثقافة السائدة التي تحتم على الضحية والأهل التكتم على الحادث.
من هم المعتدون جنسيا؟
90 بالمائة من المعتدين جنسيا من المقربين وأهل الثقة من جيران وأفراد أسرة أو موظفين ومقدمي الرعاية بأماكن تواجد الطفل كالمدارس و دور الحضانة وغيرها...
يحيط الأهل في العادة الطفل بالعناية والحماية من الغرباء, لذا يصعب أن يحدث استفراد بالطفل من طرف الغرباء.
ولا يكون المعتدي بالضرورة شخصا متعاطيا للمخدرات أو بسلوك منحرف واضح للعيان, إذ قد يكون خالا حنونا أو ابن عم مؤدب شهم, بحيث يصعب تصديق رواية الطفل حتى من طرف والديه.
ورغم أن أغلب الاعتداءات والتحرشات الجنسية صادرة من ذكور إلا أنه وفي بعض الحالات القليلة جدا تكون المعتدية على الطفل أنثى.
أشكال الاعتداء الجنسي:
لا يقتصر الاعتداء الجنسي على الجماع وهتك العرض, وإنما يتخذ أشكالا عدة سواء بالتحرش اللفظي أو دفع الطفل للاثيان بسلوكات وممارسات جنسية ما أو بالمداعبات, أو غيرها من الأفعال دون إرادته أو إدراكه.
قد يفعل الطفل ما يُطلب منه عن طيب خاطر دون أن يعلم حقيقة ما يجري ويدور.
الآثار النفسية للاعتداء الجنسي على الطفل:
تحدث مشاكل نفسية عديدة للطفل سواء في طفولته أو في مراحل أخرى من حياته, وقد لا تحدث له أي مشاكل نفسية مطلقا فالأمر مرتبط بعدة معطيات من قبيل: عمر الطفل, شخصيته, حالته النفسية عموما, تلقي الدعم من عدمه, نوع الاعتداء وما إذا كان مرافقا بتهديد لحياة الطفل أو بعنف شديد, تكرر الاعتداء, قرابة المعتدي وغيرها العديد من المعطيات...
تراود الطفل مشاعر عديدة من قبيل:
- الخوف الشديد: في غالب الحالات يلتزم الطفل الصمت ولا يبوح لأهله بما يحدث له وذلك خوفا من المعتدي الذي يعمد على تهديد الطفل كي لا يفضحه أو بسبب إقناعه أن لا أحد سيصدقه أو أن أهله سيعاقبونه إن أخبرهم.
- اليأس والشعور بعدم الأمان: يشعر الطفل أن جسده منتهك, وأنه تم تهديد أمنه ولم تتم حمايته من طرف من يثق بهم, وتزداد مأساة الطفل إن كان المعتدي شخصا جد مقرب كالأب أو الأخ أو من ينوب عنهما.
- الشعور بالذنب والعار: قد يلوم الطفل نفسه على ما حدث له, وتنتابه مشاعر بالذنب والخجل والعار لما حصل حتى وإن لم يكن مذنبا في شيء, وأحيانا يساهم المعتدي في تغذية هذه المشاعر لدى الطفل بإخباره أنه السبب فيما حصل كي لا يخبر أهله.
- الغضب: أحيانا يشعر الطفل بالغضب الشديد اتجاه المعتدي واتجاه أسرته والمحيطين به لاعتقاده أنهم جميعا السبب فيما حصل وأن أهله كان يجب عليهم حمايته, وقد يصير الطفل أكثر عنفا فيؤذي إخوته الأصغر مثلا أو أصدقاءه أو الحيوانات...
- الانعزال: ينعزل الطفل عن أهله وأصدقائه على غير عادته بسبب مشاعر الحزن الشديدة التي تنتابه لما حصل, وقد تتكرر ذكريات ما حصل له ومشاعر تلك اللحظات العصيبة التي مر بها.
قد تظهر على الطفل أعراض يلاحظها الأهل تدل على تعرضه لاعتداء جنسي كالتبول اللاإرادي, اضطرابات بالنوم والصراخ ليلا مثلا بسبب الخوف, التراجع في التحصيل الدراسي أو عدم الرغبة في الدراسة خصوصا إن كان الاعتداء قد حصل بالمدرسة, ممارسات جنسية بسن مبكرة كالعادة السرية أو التلفظ بكلام جنسي لقنه إياه المعتدي...
وقد يصاب الطفل بالتهابات أو حتى تعفنات منقولة جنسيا وعادة ما تكون سببا في اكتشاف ما تعرض أو يتعرض له الطفل من طرف الأهل.
الآثار النفسية لدى البالغين:
يكبر الطفل وتكبر معه مشكلته وقد تتعقد أكثر لتؤثر على كل جوانب حياته, ولا يمكن وصف ما يقاسيه الإنسان إذ لكل شخص تجربته النفسية الخاصة التي لا تشبه البقية.
- قد يعاني الشخص من اضطراب الاكتئاب, اضطرابا من اضطرابات القلق, اضطرابا من اضطرابات النوم.
- ضعف الثقة بالنفس.
- النظرة السلبية للجسد, فقد يخجل الشخص من جسده أو يرغب في تغييره أو يشعر أنه لا يحترم جسده, وقد يعمد على تشويه يديه مثلا بشفرة حلاقة أو غيره...
- الانفصال عن الجسد أو الواقع, تبدد الشخصية, صعوبة أو عدم القدرة على فهم مشاعره أو مشاعر من حوله.
- الانطوائية الشديدة وعدم الرغبة في مخالطة الآخرين, أو إقامة علاقات معهم لعدم الشعور بالثقة.
- تدمير الذات من قبيل تعاطي المخدرات, الكحوليات أو أي شكل من أشكال الانتحار البطيء أو حتى محاولات الانتحار الحقيقية.
- صعوبة في إقامة علاقة جنسية ناجحة مع الزوجة أو الزوج أو عدم الاستمتاع بها أو حتى عدم الزواج مطلقا.
- كأب أو أم قد تنتاب مشاعر الخوف الشديد على الابن من التعرض أيضا للاعتداء فيبالغ الأب أو الأم في التضييق على الطفل والخوف الغير مبرر من الأقارب والمحيطين به.
- طبعا قد يبقى الشخص ملاحقا بذكرياته طول الوقت ومشاعر الذنب والعار والخوف والحزن التي تختلط عليه وقد يعاني من اضطرابات بالنوم والكوابيس المتكررة, أيضا اضطرابات القلق كل حين كنوبات الهلع, أو اضطراب الكرب التالي للصدمة فتداهم الشخص فجأة مشاعر لحظات الاعتداء الجنسي ويتذكر ما حدث له بالتفصيل وكأنه يحدث له مجددا وقد يراقب نفسه كطرف ثالث...
تحديات المجتمع:
بالإضافة للتحديات النفسية التي يواجهها من تعرض للاعتداء الجنسي, فإن الضحية يواجه تحديات نظرة المجتمع ومعتقداته, فكما هو معلوم لدينا بمجتمعاتنا العربية فإن حضور العادات والتقاليد أقوى أحيانا من حضور الدين خصوصا إن تعلق الأمر بموضوع الجنس الذي يتم ربطه بمفهوم الشرف في مواضع لا علاقة لها بالشرف, إذا أن فاقد الشرف هو المعتدي وليس المعتدى عليه.
من تعرض للاغتصاب شريف عفيف, إلا أن المجتمع يصمه بالعار أو بالشفقة في أحسن الأحوال لأن "شرفه ضاع".
تختلف التحديات التي يواجهها كل جنس, إذ يكون غشاء البكارة في العادة هو هاجس الفتاة التي تعرضت للاغتصاب بطفولتها, وقد تحاول التأكد من سلامة الغشاء كل حين, كما قد ترفض عروض الزواج خوفا من "الفضيحة" إذ لن يصدقها أحد إن أخبرتهم أنها تعرضت للاغتصاب بالصغر وحتى لو تم تصديقها فإنها تبقى في نظر المجتمع "ملوثة" ولا أحد سيقبل أن يتزوج مغتصبة, بل قد يتم لوم الطفلة على عدم دفاعها عن نفسها...يساهم الأهل في هذا أيضا فإن علموا بتعرض طفلتهم للاغتصاب فإنهم سيسارعون بها للطبيب لمعرفة ما إذا كان غشاء بكارتها سليما, وبدل الاهتمام بنفسية الطفلة وحالتها الصحية يتم الاهتمام بجلدة لا يمكن من خلالها أبدا معرفة ما إذا كانت المرأة قد سبق ومارست الجنس في حياتها فعلا أم لا, وسنتحدث عن غشاء البكارة والمفاهيم المغلوطة حوله لاحقا.
أحيانا وفي بعض المجتمعات أو بعض الأسر يتم التخلي عن الطفلة لدور الرعاية إن علم الأهل بتعرضها للاغتصاب لأنها بنظرهم جالبة للعار.
من جهة أخرى فإن التحديات التي يواجهها الذكر مختلفة عن تلك التي تواجهها الأنثى, إذ قد تقلل بعض المجتمعات من شأن ما تعرض له الطفل لكونه "رجل" ولا يتوفر على غشاء بكارة وبالتالي لابأس "سيكبر وينسى", وفي أحيان كثيرة نسمع الأهل يكررون مثل هذا الكلام وأنهم يحمدون الله أن ابنهم من تعرض لهذا المصاب وليس ابنتهم, ولكم أن تتخيلوا نفسية الطفل وهو يسمع كلاما كهذا كل حين.
قد يتعرض للسخرية أو إنتقاص الرجولة وأحيانا محاولات الاستغلال من طرف من يعرف ما حدث له بدعوى أنه لم يعد رجلا, وهذا نجده عند بعض المجتمعات.
الأمر ليس مرتبطا بالمرة بجنس المعرض للاغتصاب بل بنفسيته فقد تتجاوز الفتاة الأمر وتتمكن من استئناف حياتها بشكل طبيعي في حين قد تتأذى نفسية الفتى ويعيش حياة مزعزعة.
في بعض الحالات يتحول الطفل للمثلية الجنسية فعلا, وفي أخرى قد يتحول للبيدوفيليا ويصير هو ذات نفسه مشروع معتدي مستقبلي على الأطفال.
كما سبق وأشرت فإنه في بعض الحالات يكون المعتدي أنثى تستغل الطفل جنسيا أو تمارس عليه أفعالا سادية, ولكونها نادرة فهي مدعاة سخرية أو حتى إنكار من طرف المجتمع الذي لا يرى أن هذا أمرا من الممكن حصوله, للصورة المتوحشة التي يرسمها أغلب الناس للمعتدي على غير الصورة الواقعية.
لكل هذا قد يتم التهوين من مصاب الشخص لأنه في نظرهم رجل والمعتدية امرأة وبالتالي ليس من حقه أبدا أن يشتكي.
وعموما إن كنت تعاني من مشاكل نفسية نتيجة هذا الفعل الشنيع, فإن اللجوء للطبيب النفسي لن يسبب لك الإحراج مطلقا, فرغم أنه يصعب أو حتى يستحيل عليك الإفصاح لطبيب أو نفساني بما أصابك إلا أن اضطرابات مرضية كاضطرابات النوم والقلق والاكتئاب ليست بحاجة لسرد ماضيك لأحد, أنت ستذكر أعراض مرضك للطبيب الذي سيصف لك أدوية تحد من أعراض هذه الأمراض إن كنت تعاني منها دون الحاجة لرواية قصتك, في حال لم ترغب بالبوح بها.
هل السؤال مزعج؟
الاعتداء الجنسي في الطفولة من أبشع التجارب التي قد يمر بها الإنسان في حياته, غالبا ما تكون آثاره النفسية مدمرة...كما ويعد شائعا بشكل يفوق تصور أغلب الناس.
وقبل أن نعرج للحديث عن الآثار النفسية للاعتداء دعنا نلقي نظرة على الاحصاءات لنكتشف مدى شيوعه, فكثير هم من يعتقدون أنه أمر نادر الحدوث ولا يحصل إلا في المجتمعات المتفسخة.
حسب منظمة حقوق الإنسان واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية فإن نسب الاعتداء الجنسي على الأطفال تختلف من دولة لأخرى, بحيث تتراوح النسب العالمية بين 5 بالمائة و30 بالمائة مع العلم أن الحالات الغير مصرح بها تفوق بكثير الحالات المسجلة, لأن الأطفال يلتزمون الصمت غالبا, وترتفع نسب الاعتداءات في الحروب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية.
وإن كنت تتساءل عن النسب في الدول العربية فإنه وللأسف لا تتوفر على أي دراسات ومعطيات رسمية يمكن الاستناد عليها وذلك بسبب الثقافة السائدة التي تحتم على الضحية والأهل التكتم على الحادث.
من هم المعتدون جنسيا؟
90 بالمائة من المعتدين جنسيا من المقربين وأهل الثقة من جيران وأفراد أسرة أو موظفين ومقدمي الرعاية بأماكن تواجد الطفل كالمدارس و دور الحضانة وغيرها...
يحيط الأهل في العادة الطفل بالعناية والحماية من الغرباء, لذا يصعب أن يحدث استفراد بالطفل من طرف الغرباء.
ولا يكون المعتدي بالضرورة شخصا متعاطيا للمخدرات أو بسلوك منحرف واضح للعيان, إذ قد يكون خالا حنونا أو ابن عم مؤدب شهم, بحيث يصعب تصديق رواية الطفل حتى من طرف والديه.
ورغم أن أغلب الاعتداءات والتحرشات الجنسية صادرة من ذكور إلا أنه وفي بعض الحالات القليلة جدا تكون المعتدية على الطفل أنثى.
أشكال الاعتداء الجنسي:
لا يقتصر الاعتداء الجنسي على الجماع وهتك العرض, وإنما يتخذ أشكالا عدة سواء بالتحرش اللفظي أو دفع الطفل للاثيان بسلوكات وممارسات جنسية ما أو بالمداعبات, أو غيرها من الأفعال دون إرادته أو إدراكه.
قد يفعل الطفل ما يُطلب منه عن طيب خاطر دون أن يعلم حقيقة ما يجري ويدور.
الآثار النفسية للاعتداء الجنسي على الطفل:
تحدث مشاكل نفسية عديدة للطفل سواء في طفولته أو في مراحل أخرى من حياته, وقد لا تحدث له أي مشاكل نفسية مطلقا فالأمر مرتبط بعدة معطيات من قبيل: عمر الطفل, شخصيته, حالته النفسية عموما, تلقي الدعم من عدمه, نوع الاعتداء وما إذا كان مرافقا بتهديد لحياة الطفل أو بعنف شديد, تكرر الاعتداء, قرابة المعتدي وغيرها العديد من المعطيات...
تراود الطفل مشاعر عديدة من قبيل:
- الخوف الشديد: في غالب الحالات يلتزم الطفل الصمت ولا يبوح لأهله بما يحدث له وذلك خوفا من المعتدي الذي يعمد على تهديد الطفل كي لا يفضحه أو بسبب إقناعه أن لا أحد سيصدقه أو أن أهله سيعاقبونه إن أخبرهم.
- اليأس والشعور بعدم الأمان: يشعر الطفل أن جسده منتهك, وأنه تم تهديد أمنه ولم تتم حمايته من طرف من يثق بهم, وتزداد مأساة الطفل إن كان المعتدي شخصا جد مقرب كالأب أو الأخ أو من ينوب عنهما.
- الشعور بالذنب والعار: قد يلوم الطفل نفسه على ما حدث له, وتنتابه مشاعر بالذنب والخجل والعار لما حصل حتى وإن لم يكن مذنبا في شيء, وأحيانا يساهم المعتدي في تغذية هذه المشاعر لدى الطفل بإخباره أنه السبب فيما حصل كي لا يخبر أهله.
- الغضب: أحيانا يشعر الطفل بالغضب الشديد اتجاه المعتدي واتجاه أسرته والمحيطين به لاعتقاده أنهم جميعا السبب فيما حصل وأن أهله كان يجب عليهم حمايته, وقد يصير الطفل أكثر عنفا فيؤذي إخوته الأصغر مثلا أو أصدقاءه أو الحيوانات...
- الانعزال: ينعزل الطفل عن أهله وأصدقائه على غير عادته بسبب مشاعر الحزن الشديدة التي تنتابه لما حصل, وقد تتكرر ذكريات ما حصل له ومشاعر تلك اللحظات العصيبة التي مر بها.
قد تظهر على الطفل أعراض يلاحظها الأهل تدل على تعرضه لاعتداء جنسي كالتبول اللاإرادي, اضطرابات بالنوم والصراخ ليلا مثلا بسبب الخوف, التراجع في التحصيل الدراسي أو عدم الرغبة في الدراسة خصوصا إن كان الاعتداء قد حصل بالمدرسة, ممارسات جنسية بسن مبكرة كالعادة السرية أو التلفظ بكلام جنسي لقنه إياه المعتدي...
وقد يصاب الطفل بالتهابات أو حتى تعفنات منقولة جنسيا وعادة ما تكون سببا في اكتشاف ما تعرض أو يتعرض له الطفل من طرف الأهل.
الآثار النفسية لدى البالغين:
يكبر الطفل وتكبر معه مشكلته وقد تتعقد أكثر لتؤثر على كل جوانب حياته, ولا يمكن وصف ما يقاسيه الإنسان إذ لكل شخص تجربته النفسية الخاصة التي لا تشبه البقية.
- قد يعاني الشخص من اضطراب الاكتئاب, اضطرابا من اضطرابات القلق, اضطرابا من اضطرابات النوم.
- ضعف الثقة بالنفس.
- النظرة السلبية للجسد, فقد يخجل الشخص من جسده أو يرغب في تغييره أو يشعر أنه لا يحترم جسده, وقد يعمد على تشويه يديه مثلا بشفرة حلاقة أو غيره...
- الانفصال عن الجسد أو الواقع, تبدد الشخصية, صعوبة أو عدم القدرة على فهم مشاعره أو مشاعر من حوله.
- الانطوائية الشديدة وعدم الرغبة في مخالطة الآخرين, أو إقامة علاقات معهم لعدم الشعور بالثقة.
- تدمير الذات من قبيل تعاطي المخدرات, الكحوليات أو أي شكل من أشكال الانتحار البطيء أو حتى محاولات الانتحار الحقيقية.
- صعوبة في إقامة علاقة جنسية ناجحة مع الزوجة أو الزوج أو عدم الاستمتاع بها أو حتى عدم الزواج مطلقا.
- كأب أو أم قد تنتاب مشاعر الخوف الشديد على الابن من التعرض أيضا للاعتداء فيبالغ الأب أو الأم في التضييق على الطفل والخوف الغير مبرر من الأقارب والمحيطين به.
- طبعا قد يبقى الشخص ملاحقا بذكرياته طول الوقت ومشاعر الذنب والعار والخوف والحزن التي تختلط عليه وقد يعاني من اضطرابات بالنوم والكوابيس المتكررة, أيضا اضطرابات القلق كل حين كنوبات الهلع, أو اضطراب الكرب التالي للصدمة فتداهم الشخص فجأة مشاعر لحظات الاعتداء الجنسي ويتذكر ما حدث له بالتفصيل وكأنه يحدث له مجددا وقد يراقب نفسه كطرف ثالث...
تحديات المجتمع:
بالإضافة للتحديات النفسية التي يواجهها من تعرض للاعتداء الجنسي, فإن الضحية يواجه تحديات نظرة المجتمع ومعتقداته, فكما هو معلوم لدينا بمجتمعاتنا العربية فإن حضور العادات والتقاليد أقوى أحيانا من حضور الدين خصوصا إن تعلق الأمر بموضوع الجنس الذي يتم ربطه بمفهوم الشرف في مواضع لا علاقة لها بالشرف, إذا أن فاقد الشرف هو المعتدي وليس المعتدى عليه.
من تعرض للاغتصاب شريف عفيف, إلا أن المجتمع يصمه بالعار أو بالشفقة في أحسن الأحوال لأن "شرفه ضاع".
تختلف التحديات التي يواجهها كل جنس, إذ يكون غشاء البكارة في العادة هو هاجس الفتاة التي تعرضت للاغتصاب بطفولتها, وقد تحاول التأكد من سلامة الغشاء كل حين, كما قد ترفض عروض الزواج خوفا من "الفضيحة" إذ لن يصدقها أحد إن أخبرتهم أنها تعرضت للاغتصاب بالصغر وحتى لو تم تصديقها فإنها تبقى في نظر المجتمع "ملوثة" ولا أحد سيقبل أن يتزوج مغتصبة, بل قد يتم لوم الطفلة على عدم دفاعها عن نفسها...يساهم الأهل في هذا أيضا فإن علموا بتعرض طفلتهم للاغتصاب فإنهم سيسارعون بها للطبيب لمعرفة ما إذا كان غشاء بكارتها سليما, وبدل الاهتمام بنفسية الطفلة وحالتها الصحية يتم الاهتمام بجلدة لا يمكن من خلالها أبدا معرفة ما إذا كانت المرأة قد سبق ومارست الجنس في حياتها فعلا أم لا, وسنتحدث عن غشاء البكارة والمفاهيم المغلوطة حوله لاحقا.
أحيانا وفي بعض المجتمعات أو بعض الأسر يتم التخلي عن الطفلة لدور الرعاية إن علم الأهل بتعرضها للاغتصاب لأنها بنظرهم جالبة للعار.
من جهة أخرى فإن التحديات التي يواجهها الذكر مختلفة عن تلك التي تواجهها الأنثى, إذ قد تقلل بعض المجتمعات من شأن ما تعرض له الطفل لكونه "رجل" ولا يتوفر على غشاء بكارة وبالتالي لابأس "سيكبر وينسى", وفي أحيان كثيرة نسمع الأهل يكررون مثل هذا الكلام وأنهم يحمدون الله أن ابنهم من تعرض لهذا المصاب وليس ابنتهم, ولكم أن تتخيلوا نفسية الطفل وهو يسمع كلاما كهذا كل حين.
قد يتعرض للسخرية أو إنتقاص الرجولة وأحيانا محاولات الاستغلال من طرف من يعرف ما حدث له بدعوى أنه لم يعد رجلا, وهذا نجده عند بعض المجتمعات.
الأمر ليس مرتبطا بالمرة بجنس المعرض للاغتصاب بل بنفسيته فقد تتجاوز الفتاة الأمر وتتمكن من استئناف حياتها بشكل طبيعي في حين قد تتأذى نفسية الفتى ويعيش حياة مزعزعة.
في بعض الحالات يتحول الطفل للمثلية الجنسية فعلا, وفي أخرى قد يتحول للبيدوفيليا ويصير هو ذات نفسه مشروع معتدي مستقبلي على الأطفال.
كما سبق وأشرت فإنه في بعض الحالات يكون المعتدي أنثى تستغل الطفل جنسيا أو تمارس عليه أفعالا سادية, ولكونها نادرة فهي مدعاة سخرية أو حتى إنكار من طرف المجتمع الذي لا يرى أن هذا أمرا من الممكن حصوله, للصورة المتوحشة التي يرسمها أغلب الناس للمعتدي على غير الصورة الواقعية.
لكل هذا قد يتم التهوين من مصاب الشخص لأنه في نظرهم رجل والمعتدية امرأة وبالتالي ليس من حقه أبدا أن يشتكي.
وعموما إن كنت تعاني من مشاكل نفسية نتيجة هذا الفعل الشنيع, فإن اللجوء للطبيب النفسي لن يسبب لك الإحراج مطلقا, فرغم أنه يصعب أو حتى يستحيل عليك الإفصاح لطبيب أو نفساني بما أصابك إلا أن اضطرابات مرضية كاضطرابات النوم والقلق والاكتئاب ليست بحاجة لسرد ماضيك لأحد, أنت ستذكر أعراض مرضك للطبيب الذي سيصف لك أدوية تحد من أعراض هذه الأمراض إن كنت تعاني منها دون الحاجة لرواية قصتك, في حال لم ترغب بالبوح بها.
مقال رائع أ.جواد، مع إني استغربت من نهاية المقال، اشوف أنه يعتمد على الشخص نفسه ان كان راغب في انه يحكي للطبيب النفسي.. بالعكس ممكن يساعد في التشخيص والعلاج
ردحذفمع إني سمعت عن حالات يكون حصل لها في الماضي التحرش ونسيت لما كبرت لكن آثاره النفسية كانت موجودة و مؤثرة في حياته بشكل سلبي "اكيد انه تذكر بعدين حكى"
أهلا روان,
حذفسيكون من الرائع أن يتخذ الإنسان خطوة للافصاح للمختصين بما حدث له.
ما قصدته أن الشخص يجد صعوبات بالغة في الافصاح للنفساني, الأغلبية الساحقة لا تذهب لطلب العلاج بسبب الخجل أو الخوف من الأهل, فإن كان الشخص يعاني الاكتئاب أو القلق فهو قد لا يذهب للعلاج ظنا منه أنه ملزم بالافصاح عن ما حدث له, وهناك من لديه اعتقاد أن النفساني سيعرف حقيقة ما حدث بأسئلة ملتوية وهذا غير صحيح مطلقا.
هو غير ملزم بإخبار أحد ويمكنه أن يطلب علاجا دوائيا لما يعاني منه.
المقالة تتحدث عن مشكلة خطيرة وللأسف نرى من البعض عدم أخذ المشكلة بجدية بحجة أن تحرش الأطفال أمر نادر أو بسبب بعض الأفكار الخاطئة المنتشرة التي تجعل الناس يتعاملون مع التحرش بشكل خاطئ
ردحذفغير الأسباب المذكورة سأذكر بعض الأسباب التي لم تذكرها بعد
حدث الأمر من وقت قريب
حيث كتب شخص أن من أسباب تحرش الشخص بطفلة أنها قد تكون بملابس غير ساترة أو بها زينة قد تحرك الغريزة الحيوانية لدى المتحرش ... حيث اعترضت على كلام هذا الشخص انثى ...فذهبت لأقرأ التعليقات لأجدهم يقولون انه لا يوجد خطأ بكلام الشخص وانها تبالغ
أدركت عدة نقاط:
١-أن أغلب العرب يعتبرون تحرش الأطفال ناتجة من شهوة طبيعية وليست مرض بيدوفيلي
٢-نتيجة السبب الأول يتعاملون مع الطفلة الغير بالغة التي لا تملك مفاتن بعمرها كأنثى بالغة وتحاسب وكأنها السبب بأن المتحرش تحركت شهوته وتحرش بها وتجاهلوا انها مجرد طفلة
٣-أن بعض رجال الدين مازالوا ينشرون الأمور الخاطئة كالسبب الأول مما يجعل كثير من الناس يصدقون هذه المعلومات الخاطئة وتنتشر بشكل أسرع بما ان لها علاقة بالدين
٤-ما زال الناس يبررون أفعال المتحرش نتيجة السبب الثاني والأغلب لا يدرك أنه يبرر بأقواله ولكن اللغة تفضح صاحبها مما يجعل المتحرش يجد تبرير لتحرشه وقد يتجرأ للتحرش مرة أخرى بدون الشعور بالذنب لأنه يوجد من يبرر له
مقال رائع كالعادة...أنتظر المقالات النكدية الأخرى
أهلا سوكو مرة مدة طويلة لم أرى تعليقاتك,
حذفأجل سبق وقرأت تعليقا من سيدة على حادثة اغتصاب طفلة بأن أمها جعلتها ترتدي ملابس غير ساترة.
يجب أن يتغير أسلوب الدعوة من بعض الدعاة لأنهم يطلبون من المرأة الستر ليس لأن الله أمر بذلك بل لكي لا تتأذى من طرف الرجال الذئاب, وكأننا في غابة.
فالبعض صدق فعلا أنه ذئب, وإن سألته لماذا تفعل ما تفعل يجيبك أنه لا يستطيع التحكم بغرائزه لأنه رجل...
طابوه مجتمعي أخر تم تحطيمه على يديك، استمر!
ردحذفأهلا أستاذ معاذ.
حذفهههه تحطيمه مرة واحدة؟
إن شاء الله مستمر شكرا لك :)
مقال دسم يحكي عن موضوع خطير جداً
ردحذفو منتشر بكثرة في مختلف المجتمعات سأتحدث عن حالة لها علاقة بهذا المقال
و هي عن طفلة بعمر الـ 12 عاماً ،
علاقتها بوالدها قوية للغاية لدرجة إن والدها يطلب منها يومياً أن تقوم بتقبيله على خده
و هي تنفذ ما تطلبه تماماً نظناً منها بإنه تعبيراً عن محبة الأبنة للأب ...
لكن الأب لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل به الأمر إلي أن يطلب من ابنته ليلاً أن تأتي
إلى غرفته بالسر . شعرت الطفلة ببعض الغرابة من طلب والدها و بالذات طلبه حضورها
في منتصف الليل، مع هذا انتابها الفضول لمعرفة ماذا أراد منها والدها لهذا ذهبت إلى غرفته.
و إذا به يقوم بـ تقبيلها على خدها ثم خلف رقبتها وصولاً لكتفها سرعان ما شعرت الطفلة
بالإنزعاج و القرف من فعلته و قامت بدفعه بالقوة و من ثم خرجت من غرفته دون أن تقول
أي كلمة له من هول الصدمة .
الطفلة لم تلتزم الصمت بل ذهبت مباشرة لتخبر أمها بما فعله أبوها بها لكن الأم لم تصدقها
و تقول بإن ما قام به تعبيراً محبته لها و بالمقابل الطفلة لم تصدق والدتها لأن تصرفه لم
يكن طبيعاً و نظرته لها لم تكن نظرة أب .
بسبب ما حدث علاقتها بوالدها انهارت تماماً حتى بعدما كبرت فـ لقد أصبحت تضع حاجزاً
بينها و بينه و تتجاهل طلباته ليس تقليلاً من احترامه بل لأنها تعلم بإن والدها لا يحبها محبة
الأب لإبنته و إنما محبة من نوع آخر غير شرعي ..
*الأسئلة :
1- هل ما قام به الأب لإبنته يعتبر تحرشاَ ؟
2- بماذا تنصح الأب للقيام به لأجل أن يصلح علاقته بإبنته التي لم تعد تثق به
و تخاف على نفسها منه ؟
3- هل ما قامت به الإبنة يعتبر صواباً و قراراً عقلانياً بوضع حاجز بينها و بين
والدها كي لا يستغلها لإرضاء شهواته ؟ و لماذا ؟
+
ملاحظة بإمكان أي شخص الإجابة على هذه الأسئلة
فـ هذه الأسئلة ليست محصورة فقط لصاحب المقال
حذفبالنسبة لعمر الطفلة مو متاكدة من عمرها بضبط
بس كان بين 12 إلى 14 سنة
أهلا وسهلا
حذفسأرد من وجهة نظري الشخصية، وأتمنى ان ارى إجابة جواد كذلك، الحادث الذي ذكرتيه مؤلم جدا..و انا متأكدة حتى لو أنها كبرت ومر الأمر بسلام فلا يزال الألم موجود
*الأسئلة :
1- هل ما قام به الأب لإبنته يعتبر تحرشاَ ؟ نعم
2- بماذا تنصح الأب للقيام به لأجل أن يصلح علاقته بإبنته التي لم تعد تثق به و تخاف على نفسها منه ؟
في البداية: لو كان يعلم أن ابنته لاتزال تذكر هذا الموقف يجب عليه الاعتذار الشديد وطلب المسامحة منها، ثم محاولة بدء حوار في المنزل مثلا (يمدح مجهودها الدراسي مثلا / يشتري لها هدية كانت تحدثت عنها بحماس / يطبخ لها مثلا شيء تحبه / يسألها عن أحوالها سواء في الدراسة أو في العمل او ايا كان ) وطبيعي أن يكون التعامل والحوار في البداية متوتر وصعب بينهما لكن مع مرور الوقت وملاحظة الابنة لندم أبيها ورغبته الصادقة في مسح الذكرى المؤلمة ممكن تتحسن العلاقة بينهما (إن كان لدى الابنة رغبة بالطبع)
3- هل ما قامت به الإبنة يعتبر صواباً و قراراً عقلانياً بوضع حاجز بينها و بين والدها كي لا يستغلها لإرضاء شهواته ؟ و لماذا ؟
نعم بالتأكيد قرار عقلاني خصوصا مع غياب انتباه الأم عن مثل هذا وانكارها!! مع أنه من الصعب جدا على الطفل أن يبوح بحدوث تحرش به لكن مع ذلك قامت بتكذيب ابنتها.. القرار ممتاز، الأب يفترض أن يكون هو الملاذ الأول وملجأ الحماية الأهم لابناءه وليس من يقوم بالتحرش بهم!!!
شكراً روان على الإجابة
حذفأنا أيضاً أجد إن على الأب أن يعتذر لها و يحاول إرضائها
أما قرار رغبتها في تحسن العلاقة مع أبوها فـ هو راجع لها و ليست مجبورة لتعود إليه كالسابق
بالطبع المفروض الأب هو من يحمي أبناءه من الأذى لا أن يقوم هو بإذائهم
أما الأم كان عليها أن تنصت لإبنتها و تقف معها لا أن تقف مع الأب و تغطي على غلطته
و إلا لن يكون للإبنة أي شخص تستطيع الوثوق به في هذه الدنيا ...
المقالة عن موضوع حساس جدا بالاخص في الوطن العربي
ردحذففعلا اشفق على من يتعرضون لهكذا نوع من الاعندائات في بلدنا
فكثيرا "دائما افضل :) " ما يتم تجاهل الامر و تقليل اهميتة و لوم المعتدى علية بدل مساندتة
بحجج واهية
كالملابس و ما شابهة
فليس هناك اي مبرر لمثل هذة التصرف
الجميع حر بما يرتدي و يفعل
" مع انها حجة واهية بكل الاحوال لكن التحجج بها
عند التحرش بالاطفال لا ادري ماذا ..كأن الامر يصبح
مضحك و مبكي في آن واحد "
و ما يزيد الامر سوءا اعتبار الامر نزوة عابرة و التستر على المعتدي وليس انه مريض نفسي بيدوفيلي
ت *
حذففعلا المجتمع تافه ونظرة الناس أتفه بدال مايركزون على المهم واللي هو نفسية المعتدى عليه يركزون على أشياء تافهه وماتفيد أحد .
ردحذفقبحهم الله وأباد جهلهم
ردحذفكيف يعالج الشخص نفسه؟
ردحذفكيف يتخلص من شعور انه المُخطيء واتهام الجميع له منذ ان كان طفلاً انه السبب وانه كان يستمتع بذلك بينما لم يكن ليفهم ما تعرض له فعلاً وكيف تم انتهاك كرامته وقتل طفولته وتشويه حياته للأبد؟