ما هو الجنون؟ خرافات المرض النفسي بالعالم العربي
اللوحة للرسام الهولندي فان كوخ والذي كان يعاني من اضطرابات نفسية مجهولة السبب.
ما هو الجنون؟
لغويا زوال العقل أو فساده وطبيا لا وجود لأي شيء يُدعى الجنون.
أو بمعنى أدق هو مصطلح شعبي عامي يُطلق على مجموع الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية التي تصيب الإنسان
وأريد منك عزيزي القارئ أن تدقق في (مجموع الأمراض والاضطرابات النفسية), لأن ما نُطلق عليه اسم الجنون ليس حالة واحدة.
إن كمّ الخرافات والترهات المنتشرة بالعالم العربي حول المرض النفسي تدعو للقلق تماما ككل المجتمعات بالدول النامية, إلا أننا نلاحظ انتشار الجهل حتى بين ما يمكن أن نسميهم "مثقفين" ولا أقصد بالجهل هنا عدم الاطلاع فهذا أمر جد طبيعي لأن لكل شخص اهتماماته وأولوياته وقد لا يُعدّ علم النفس أو الأمراض النفسية جزء منها, لكنني أرى مثقفين في مواقع حساسة يهرفون حول الأمراض النفسية بما لا يعرفون, نراهم بالتلفاز ونقرأ لهم بالجرائد والمواقع الالكترونية وحتى بالمؤلفات.
وكمثال بسيط فقد قرأت مقالا لأحد "المثقفين" معلّقا على شخص ادعى النبوة تم إدخاله مستشفى الأمراض العقلية...احتجّ "المثقف" على إدخال الرجل المستشفى وتساءل: "هل سنُدخل كل مدّع للنبوة مستشفى الأمراض العقلية بدل محاسبته؟"
هو يعتقد أن إدخال الرجل المستشفى تم بناء على مزاجية السلطات المختصة التي اعتقلته أو أن الرجل خدع الأطباء المغفلين الذين اقتنعوا أنه مريض ويحتاج للعلاج لمجرد ادعائه النبوة.
أيضا كمثال آخر مذيع أو مذيعة بالتلفاز تحاور مجرما ويبدو أنه يتحدث بشكل جد طبيعي يروي بالتفاصيل ما ارتكبه من جرم, وبعد صدور الحكم بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية تحتج المذيعة على الحكم وتتحدث أمام المشاهدين في الاستوديو على كنبتها واضعة رجلا على رجل متصدرة العلم تُفسّر لنا كيف أن الرجل كان يتحدث معها بشكل طبيعي وبالتالي فهو لا يعاني من أي مرض عقلي وإنما تمكن من خداع الأطباء الذين تَعْرف هي أكثر منهم.
بمنطقهم إن لم تكن أشعث أغبر تسير ممزق الثياب وتُكلم نفسك بكلام غير مفهوم فأنت لست بمريض نفسي وبالتالي فكل أفعالك مُبررة وتستحق العقاب وإن انتحرت فأنت في نار جهنم خالدا فيها, أما الحزن المصطنَع الذي يغلفك هو من ضعف الإيمان والبعد عن الله ,والقلق الذي يعتريك هو وسواس من الشيطان أو مس أو سحر ساحر.
وأنا لا أنكر وجود السحر ولكن يتم إلصاقه بكل مريض نفسي بشكل مثير للاستغراب ولو أن للسحر كل هذه القوة لحكم السحرة العالم.
اقرأ عن: الفصام, الاكتئاب, ثنائي القطب, اضطرابات القلق.
1- ما الفرق بين المرض النفسي والعضوي؟
لا فرق مطلقا, فما هو عضوي يؤثر على ما هو نفسي وما هو نفسي يؤثر على ما هو عضوي.
البشر عبارة عن وحدة متكاملة بين ما هو نفسي وما هو عضوي لا يمكن فصل بعضهما البعض, إن مرضا مثل قصور الغدة الدرقية يسبب لصاحبها مشاكل نفسية جمة, وقد لا يكتشف مرضه إلا بعد أن تتفاقم حالته, كذا بعض أمراض المناعة الذاتية كالتصلب اللويحي الذي من بين أعراضه الاكتئاب.
نقص الفيتامينات والمعادن أيضا يسبب أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب, وقد يعتقد المريض أنه يعاني بسبب ظروف الحياة الصعبة فإذا به يعاني بسبب نقص عنصر من العناصر بجسده, أو العكس بارتفاع عنصر من العناصر كالنحاس بالدم مثلا الذي يؤثر على الجسد والدماغ وبالتالي يسبب اضطرابات نفسية.
اختلال الهرمونات بالجسد قد تسبب اضطرابات نفسية أيضا فقد تصاب السيدة باكتئاب ما بعد الولادة ويتغير مزاجها وسلوكها, وقد يُصاب السيد من نقص هرمون التيستوستيرون بعد تقدمه في السن فيتغير سلوكه ومزاجه.
بعض إصابات الدماغ الخطيرة قد تغير من سلوك وشخصية المصاب إلى الأبد حسب المنطقة التي أصيب فيها الدماغ.
الأمثلة عديدة وهي للتفسير فقط إذ لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نصنف هذه الحالات ضمن خانة الأمراض النفسية والعقلية.
2- كيف يحدث المرض النفسي؟
كي نفهم كيف يحدث المرض النفسي لابد من فهم كيف يعمل الدماغ, فكما نعلم أن المرض النفسي (العقلي) هو خلل في كيمياء الدماغ.
الدماغ هو العضو المتحكم في سائر الجسد, يتألف من عدد فلكي لا يعد ولا يحصى من الخلايا العصبية المتصلة فيما بينهما, وهو المسؤول عن كل حركة تقوم بها وكل شعور تشعر به عن طريق تناقل المعلومات فيما بين الخلايا العصبية.
3- هل هناك علاقة بين ظروف الحياة والمرض النفسي؟
أحيانا نعم, وفي غالب الحالات لا...إن المرض النفسي كما سبق وقلنا كالمرض العضوي.
تماما كالسكري وارتفاع ضغط الدم والربو وبقية الأمراض المزمنة والتي تتأثر بالبيئة ونمط الحياة والنظام الغذائي والعامل الوراثي, كل هذه العوامل مجتمعة قد تحدد إصابة الشخص من عدمه, فالشخص الذي أصيب جل أفراد أسرته بالسكري النوع الثاني (أب, أم, إخوة...) احتمال إصابته هو أيضا جد كبيرة بالسكري ولكنه قد يُؤخر إصابته أو حتى يلغيها بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي, وقد يُعجل من إصابته إن هو اعتمد نظاما غذائيا سيئا وكان ضعيف الحركة, وقد يُصاب الإنسان بالسكري حتى وإن كان بطلا رياضيا ويتبع أكثر الأنظمة الغذائية صحية...وسنجد السكري منتشرا بين الأمم التي نظامها الغذائي سيء وتعاني من انتشار البدانة.
الأمر ذاته بالنسبة للمرض النفسي الذي يلعب العامل الوراثي فيه دورا جد مهم بالنسبة لبعض الأمراض, إن ظروف الحياة قد تُساهم في ظهور بعض الأمراض النفسية لدى من لديه استعداد للمرض, وأحيانا لا يكون لظروف الحياة أي علاقة تماما كمثال السكري.
ومن العوامل الخارجية المساهمة في ظهور بعض أنواع المرض النفسي:
- التعرض للصدمات كالحروب والكوارث...
- التعرض للتعنيف, الإساءة أو الاهمال بمرحلة الطفولة.
- نمط الحياة السيء, كالفقر والبطالة أو فقدان شخص عزيز أو الطلاق أو بيئة عمل سيئة ...إلخ
- العيش وحيدا بلا أهل أو أصدقاء أو بعدد قليل جدا منهم.
- الإدمان وتعاطي المخدرات و الإفراط في الكحول...
وغيرها من العوامل المساهمة في ظهور بعض أنواع المرض النفسي والتي لا تكون شرطا ضروريا في ظهوره.
إذن نمط الحياة والعوامل البيئية قد تؤثر وتساهم في بروز بعض أنواع المرض النفسي تماما كما تساهم العوامل البيئية ونمط الحياة على بروز بعض الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والربو وغيرها...
4- كيف يمكن التمييز بين المريض النفسي والإنسان الطبيعي؟
إن لم تكن حالة المريض متفاقمة فإنه لا يمكن للإنسان أن يحكم ما إذا كان الشخص يعاني من مرض نفسي أم لا.
المريض ذاته قد لا يدرك حقيقة مرضه, بل يصعب التشخيص حتى على الطبيب المختص.
وكمثال الاكتئاب دائما.
إن المكتئب لن يستيقظ باليوم الموالي مكتئبا فجأة, بل سيتدرج وتبدأ الأعراض بالظهور تدريجيا تماما كأي مرض آخر.
هو لا يعرف أنه مكتئب وأنت أيضا لا تدرك ذلك, ستتغير مشاعره وطريقة تفكيره وسيتغير سلوكه, وسيتحدث بأسلوب سلبي وسيبدو لك ضعيف الإيمان وأحيانا سيبدو لك وكأنه كفر, لتنزل عليه حكمك.
مريض الاكتئاب لن يقول لك أنا أتحدث هكذا لأنني مريض, هو سيتحدث وهو مقتنع بكلامه ومشاعره لأن دماغه متأثر وبالتالي لا يمكن فصل الأمور بعضها البعض وهذا ما يجب على الجميع أن يعلمه.
الشيء ذاته بالنسبة لبقية الأمراض من فصام وثنائي القطب...
أحيانا قد يُصاب مريض الاكتئاب بالذهان وتأتيه هلاوس وأوهام ويسمع أصواتا تقول له أنه بلا قيمة أو أن عليه أن ينتحر, فينتحر فعلا وهو في حالة منفصلة عن الواقع.
نحن لا نحكم على أحد لا بجنة ولا بنار فالله أدرى بنا بحالة كل إنسان وهو من سيحاسبنا جل وعلا.
فقط كي تدرك بأنه ليس كل منتحر هو مدرك لما يفعل كما وليس كل منتحر هو مريض نفسي طبعا.
5- هل للسحر علاقة بالمرض النفسي؟
أنا لست فقيها ولا شيخا ولن أتصدر للفتوى ولكنني سأتحدث بشكل عام عن الظاهرة.
نحن نؤمن بالسحر كمسلمين فهو مذكور بالقرآن الكريم ولكن تفسير كل حدث وكل مرض على أنه سحر أو حسد غير معقول بالمرة.
أغلب المرضى بالعالم العربي وبالدول النامية عموما يلجؤون للعلاجات البديلة والروحانية والرقية الشرعية مدة طويلة من الزمن قبل الذهاب للطبيب أخيرا وأنا كنت واحدا منهم, وفي بعض الأحيان أو لنقل في أغلب الأحيان لا يلجؤون للطب أبدا وتُترك الحالة تتفاقم.
لا أنكر أبدا أهمية العلاجات البديلة وتأثيرها الايجابي على الصحة ولكن دائما ما أكرر إذا ما كنت مصابا بالسكري فأنت ستلجأ للطبيب وليس للراقي, الشيء ذاته بالنسبة للمرض النفسي.
عندما يصاب المرء بالربو فلا أحد سيقول أن سبب إصابته سحر أو حسد, ولكن عندما يصاب بالفصام فإن الجميع يفسر ذلك على أنه سحر وحسد لماذا؟
لأن الناس لا يستوعبون حقيقة أن هناك مرضا يجعل الشخص يتصرف ويفكر ويشعر بشكل غريب جدا عنا دون أن يُعاني من أعراض مرض مألوفة كالحمى أو الآلام أو الطفح أو ما يمكن لنا استشعاره بحواسنا.
هناك تضخيم كبير جدا لمفعول السحر بالعالم العربي وتفسير كل شيء على أنه سحر خصوصا في أوساط النساء.
إذا تزوجت فهي ساحرة وإذا طلقت فهي مسحورة وإذا لم تتزوج فهي مسحورة وإذا لم تنجب مسحورة وإذا أنجبت ساحرة وهلم جهلا...
إيمان الناس بالسحر والحسد أكبر من إيمانهم بالقضاء والقدر وقدرة الله عز وجل واتخاذ الأسباب.
وتساهم وسائل الإعلام في نشر الدجل والجهل بين أوساط المتابعين, إذ تتخصص قنوات وبرامج في إحضار مشعوذين يدّعون أنهم رُقاة يحرقون الجان على المباشر ويخرج الدخان من الجن المحترق في مشهد مثير للسخرية والشفقة في آن واحد, كل هذا لرفع نسب المشاهدة والتكسب بنشر التخلف.
وأخيرا أذكرك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ, وعن الصغير حتى يكبر, وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق".
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لنا الجنون كحالة طبيعية أو مرض لا يُحاسب عنه المريض تماما كالنائم والصغير ولم يقل المسحور حتى يفك عنه السحر.
6- ما هو علاج المرض النفسي؟
لكل مرض نفسي علاجه الخاص ولكل شخص مريض أيضا علاجه الخاص بما يتناسب وحالته واستجابته للأدوية وحاجته للعلاج السلوكي المعرفي.
أنا هنا أتحدث عن أمراض نفسية لا يُمكن معالجتها دون تناول الأدوية, كالفصام وثنائي القطب واضطرابات الاكتئاب وبعض اضطرابات القلق.
تنقسم الأدوية لعدة أنواع من مضادات للذهان, ومضادات الاكتئاب ومضادات القلق ومتبثات المزاج...
وأحيانا يصف الطبيب للمريض مزيجا من الأدوية تعمل معا على السيطرة على أعراض المرض من مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب والقلق, وغيرها...
وقبل الحديث عن الأدوية وتأثيرها على المرض يجب أن تفهم كيف تقرأ علبة الدواء فحتى إذا ما كنت تتناول دواء ما وتريد البحث عنه بمحركات البحث تعرف عما تبحث.
بالصورة مثال دواء دوجماتيل وهو دواء مضاد للذهان يوصف في عدة حالات, وربما سبق لك ورأيته أو حتى تناولته لأنه لا يُعالج فقط الأمراض النفسية بل مشاكل الأمعاء وآلامها ومشاكل أخرى..
دوجماتيل ليس اسم المادة التي تتناولها بل الاسم التجاري الذي أطلقته الشركة المصنعة عليه والتي في هذه الحالة هي الشركة الفرنسية الضخمة ذات الفروع المتعددة "سونافي", اسم المادة الفعالة كما مبين هي سيلبيريد.
وسأضرب لك مثالا لتفهم:
لدي شركة لتصنيع الشكلاطة, وقد أطلقت على منتجي اسم "شوكو" أنت إذن ستشتري شوكو وأنت تعلم أن ما تتناوله هو شكلاطة وأن اسم شوكو هو مجرد اسم تجاري للمنتج.
إذن عندما تود البحث عن تأثير الدواء بمحركات البحث ستبحث عن تأثير سيلبيريد لأنها المادة التي تتناولها.
قد تتناول دواء ما وتذهب للصيدلية لتشتري نفس الدواء فيعطيك الصيدلي دواء آخر باسم مختلف وعلبة مختلفة ويخبرك أنه نفس دوائك, أنظر لاسم المادة الفعالة ستجدها فعلا نفسها, فقط الشركة المصنعة ليست نفسها وأحيانا يواجه الصيادلة مشكلة كبيرة في إقناع المرضى أنه نفس الدواء.
7- كيف يعالج الدواء المرض النفسي؟
في حقيقة الأمر فإن المرض النفسي في أغلبه يكون مزمنا, ويتطلب تناول الأدوية مدى الحياة كالفصام وثنائي القطب...
طبعا هناك أمراض نفسية تزول أعراضها ويُشفى المريض منها بعد مدة من العلاج.
ولا يُعالج الدواء المرض حقيقة بل يسيطر على أعراضه فقط تماما كبقية الأمراض المزمنة.
وعودة لمثال السكري فإن المريض الذي يتناول الأنسولين لا يُعالج المرض بحد ذاته بل يُعالج أعراضه فجسده لا يُفرز الأنسولين وهو يتناول الأنسولين كحقن للتعويض عن هذا النقص مدى الحياة.
أو مريض الحساسية الذي يتناول مضادات الهيستامين, فهو لا يُعالج الحساسية بالأصل بل يعمل على كبح إفراز الهيستامين المسبب لأعراض الحساسية...
عكس لو أخذنا مثال العدوى المكروبية التي يعمل فيها المضاد الحيوي على قتل البكتيريا ومن تم القضاء على المرض من الأصل.
إذن كيف تعمل الأدوية على السيطرة على أعراض المرض النفسي؟
سنأخذ مثال المكتئب الذي علمنا أن نهاياته العصبية لا تُفرز السيروتونين بما يكفي, فإن بعض الأدوية من قبيل (بروزاك: الاسم التجاري, فلوكسيتين: اسم المادة الفعالة) يعمل على منع عودة السيروتونين المُفرز للنهاية العصبية.
ما هو الجنون؟
لغويا زوال العقل أو فساده وطبيا لا وجود لأي شيء يُدعى الجنون.
أو بمعنى أدق هو مصطلح شعبي عامي يُطلق على مجموع الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية التي تصيب الإنسان
وأريد منك عزيزي القارئ أن تدقق في (مجموع الأمراض والاضطرابات النفسية), لأن ما نُطلق عليه اسم الجنون ليس حالة واحدة.
إن كمّ الخرافات والترهات المنتشرة بالعالم العربي حول المرض النفسي تدعو للقلق تماما ككل المجتمعات بالدول النامية, إلا أننا نلاحظ انتشار الجهل حتى بين ما يمكن أن نسميهم "مثقفين" ولا أقصد بالجهل هنا عدم الاطلاع فهذا أمر جد طبيعي لأن لكل شخص اهتماماته وأولوياته وقد لا يُعدّ علم النفس أو الأمراض النفسية جزء منها, لكنني أرى مثقفين في مواقع حساسة يهرفون حول الأمراض النفسية بما لا يعرفون, نراهم بالتلفاز ونقرأ لهم بالجرائد والمواقع الالكترونية وحتى بالمؤلفات.
وكمثال بسيط فقد قرأت مقالا لأحد "المثقفين" معلّقا على شخص ادعى النبوة تم إدخاله مستشفى الأمراض العقلية...احتجّ "المثقف" على إدخال الرجل المستشفى وتساءل: "هل سنُدخل كل مدّع للنبوة مستشفى الأمراض العقلية بدل محاسبته؟"
هو يعتقد أن إدخال الرجل المستشفى تم بناء على مزاجية السلطات المختصة التي اعتقلته أو أن الرجل خدع الأطباء المغفلين الذين اقتنعوا أنه مريض ويحتاج للعلاج لمجرد ادعائه النبوة.
أيضا كمثال آخر مذيع أو مذيعة بالتلفاز تحاور مجرما ويبدو أنه يتحدث بشكل جد طبيعي يروي بالتفاصيل ما ارتكبه من جرم, وبعد صدور الحكم بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية تحتج المذيعة على الحكم وتتحدث أمام المشاهدين في الاستوديو على كنبتها واضعة رجلا على رجل متصدرة العلم تُفسّر لنا كيف أن الرجل كان يتحدث معها بشكل طبيعي وبالتالي فهو لا يعاني من أي مرض عقلي وإنما تمكن من خداع الأطباء الذين تَعْرف هي أكثر منهم.
بمنطقهم إن لم تكن أشعث أغبر تسير ممزق الثياب وتُكلم نفسك بكلام غير مفهوم فأنت لست بمريض نفسي وبالتالي فكل أفعالك مُبررة وتستحق العقاب وإن انتحرت فأنت في نار جهنم خالدا فيها, أما الحزن المصطنَع الذي يغلفك هو من ضعف الإيمان والبعد عن الله ,والقلق الذي يعتريك هو وسواس من الشيطان أو مس أو سحر ساحر.
وأنا لا أنكر وجود السحر ولكن يتم إلصاقه بكل مريض نفسي بشكل مثير للاستغراب ولو أن للسحر كل هذه القوة لحكم السحرة العالم.
اقرأ عن: الفصام, الاكتئاب, ثنائي القطب, اضطرابات القلق.
1- ما الفرق بين المرض النفسي والعضوي؟
لا فرق مطلقا, فما هو عضوي يؤثر على ما هو نفسي وما هو نفسي يؤثر على ما هو عضوي.
البشر عبارة عن وحدة متكاملة بين ما هو نفسي وما هو عضوي لا يمكن فصل بعضهما البعض, إن مرضا مثل قصور الغدة الدرقية يسبب لصاحبها مشاكل نفسية جمة, وقد لا يكتشف مرضه إلا بعد أن تتفاقم حالته, كذا بعض أمراض المناعة الذاتية كالتصلب اللويحي الذي من بين أعراضه الاكتئاب.
نقص الفيتامينات والمعادن أيضا يسبب أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب, وقد يعتقد المريض أنه يعاني بسبب ظروف الحياة الصعبة فإذا به يعاني بسبب نقص عنصر من العناصر بجسده, أو العكس بارتفاع عنصر من العناصر كالنحاس بالدم مثلا الذي يؤثر على الجسد والدماغ وبالتالي يسبب اضطرابات نفسية.
اختلال الهرمونات بالجسد قد تسبب اضطرابات نفسية أيضا فقد تصاب السيدة باكتئاب ما بعد الولادة ويتغير مزاجها وسلوكها, وقد يُصاب السيد من نقص هرمون التيستوستيرون بعد تقدمه في السن فيتغير سلوكه ومزاجه.
بعض إصابات الدماغ الخطيرة قد تغير من سلوك وشخصية المصاب إلى الأبد حسب المنطقة التي أصيب فيها الدماغ.
الأمثلة عديدة وهي للتفسير فقط إذ لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نصنف هذه الحالات ضمن خانة الأمراض النفسية والعقلية.
2- كيف يحدث المرض النفسي؟
كي نفهم كيف يحدث المرض النفسي لابد من فهم كيف يعمل الدماغ, فكما نعلم أن المرض النفسي (العقلي) هو خلل في كيمياء الدماغ.
الدماغ هو العضو المتحكم في سائر الجسد, يتألف من عدد فلكي لا يعد ولا يحصى من الخلايا العصبية المتصلة فيما بينهما, وهو المسؤول عن كل حركة تقوم بها وكل شعور تشعر به عن طريق تناقل المعلومات فيما بين الخلايا العصبية.
تتواصل الخلايا العصبية فيما بينها باتصال كل نهاية عصبية لكل خلية مع تشعبات الخلية الأخرى كما مبين بالصورة.
هذه النهايات العصبية تُطلق ناقلات عصبية تلتقطها مستقبلات الخلية الأخرى عن طريق الإشارة الكهربائية.
ويدعى هذا الجزء بالسينابس.
وهنا صورة متحركة توضح ما يحدث على مستوى السينابس:
إذن ماذا يحدث في دماغ المريض النفسي؟
دعونا نأخذ مثال مريض الاكتئاب.
مريض الاكتئاب لا تُفرز نهاياته العصبية ما يكفي من الناقلات العصبية التي تدعى "السيروتونين"
أحيانا نعم, وفي غالب الحالات لا...إن المرض النفسي كما سبق وقلنا كالمرض العضوي.
تماما كالسكري وارتفاع ضغط الدم والربو وبقية الأمراض المزمنة والتي تتأثر بالبيئة ونمط الحياة والنظام الغذائي والعامل الوراثي, كل هذه العوامل مجتمعة قد تحدد إصابة الشخص من عدمه, فالشخص الذي أصيب جل أفراد أسرته بالسكري النوع الثاني (أب, أم, إخوة...) احتمال إصابته هو أيضا جد كبيرة بالسكري ولكنه قد يُؤخر إصابته أو حتى يلغيها بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي, وقد يُعجل من إصابته إن هو اعتمد نظاما غذائيا سيئا وكان ضعيف الحركة, وقد يُصاب الإنسان بالسكري حتى وإن كان بطلا رياضيا ويتبع أكثر الأنظمة الغذائية صحية...وسنجد السكري منتشرا بين الأمم التي نظامها الغذائي سيء وتعاني من انتشار البدانة.
الأمر ذاته بالنسبة للمرض النفسي الذي يلعب العامل الوراثي فيه دورا جد مهم بالنسبة لبعض الأمراض, إن ظروف الحياة قد تُساهم في ظهور بعض الأمراض النفسية لدى من لديه استعداد للمرض, وأحيانا لا يكون لظروف الحياة أي علاقة تماما كمثال السكري.
ومن العوامل الخارجية المساهمة في ظهور بعض أنواع المرض النفسي:
- التعرض للصدمات كالحروب والكوارث...
- التعرض للتعنيف, الإساءة أو الاهمال بمرحلة الطفولة.
- نمط الحياة السيء, كالفقر والبطالة أو فقدان شخص عزيز أو الطلاق أو بيئة عمل سيئة ...إلخ
- العيش وحيدا بلا أهل أو أصدقاء أو بعدد قليل جدا منهم.
- الإدمان وتعاطي المخدرات و الإفراط في الكحول...
وغيرها من العوامل المساهمة في ظهور بعض أنواع المرض النفسي والتي لا تكون شرطا ضروريا في ظهوره.
إذن نمط الحياة والعوامل البيئية قد تؤثر وتساهم في بروز بعض أنواع المرض النفسي تماما كما تساهم العوامل البيئية ونمط الحياة على بروز بعض الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والربو وغيرها...
4- كيف يمكن التمييز بين المريض النفسي والإنسان الطبيعي؟
إن لم تكن حالة المريض متفاقمة فإنه لا يمكن للإنسان أن يحكم ما إذا كان الشخص يعاني من مرض نفسي أم لا.
المريض ذاته قد لا يدرك حقيقة مرضه, بل يصعب التشخيص حتى على الطبيب المختص.
وكمثال الاكتئاب دائما.
إن المكتئب لن يستيقظ باليوم الموالي مكتئبا فجأة, بل سيتدرج وتبدأ الأعراض بالظهور تدريجيا تماما كأي مرض آخر.
هو لا يعرف أنه مكتئب وأنت أيضا لا تدرك ذلك, ستتغير مشاعره وطريقة تفكيره وسيتغير سلوكه, وسيتحدث بأسلوب سلبي وسيبدو لك ضعيف الإيمان وأحيانا سيبدو لك وكأنه كفر, لتنزل عليه حكمك.
مريض الاكتئاب لن يقول لك أنا أتحدث هكذا لأنني مريض, هو سيتحدث وهو مقتنع بكلامه ومشاعره لأن دماغه متأثر وبالتالي لا يمكن فصل الأمور بعضها البعض وهذا ما يجب على الجميع أن يعلمه.
الشيء ذاته بالنسبة لبقية الأمراض من فصام وثنائي القطب...
أحيانا قد يُصاب مريض الاكتئاب بالذهان وتأتيه هلاوس وأوهام ويسمع أصواتا تقول له أنه بلا قيمة أو أن عليه أن ينتحر, فينتحر فعلا وهو في حالة منفصلة عن الواقع.
نحن لا نحكم على أحد لا بجنة ولا بنار فالله أدرى بنا بحالة كل إنسان وهو من سيحاسبنا جل وعلا.
فقط كي تدرك بأنه ليس كل منتحر هو مدرك لما يفعل كما وليس كل منتحر هو مريض نفسي طبعا.
5- هل للسحر علاقة بالمرض النفسي؟
أنا لست فقيها ولا شيخا ولن أتصدر للفتوى ولكنني سأتحدث بشكل عام عن الظاهرة.
نحن نؤمن بالسحر كمسلمين فهو مذكور بالقرآن الكريم ولكن تفسير كل حدث وكل مرض على أنه سحر أو حسد غير معقول بالمرة.
أغلب المرضى بالعالم العربي وبالدول النامية عموما يلجؤون للعلاجات البديلة والروحانية والرقية الشرعية مدة طويلة من الزمن قبل الذهاب للطبيب أخيرا وأنا كنت واحدا منهم, وفي بعض الأحيان أو لنقل في أغلب الأحيان لا يلجؤون للطب أبدا وتُترك الحالة تتفاقم.
لا أنكر أبدا أهمية العلاجات البديلة وتأثيرها الايجابي على الصحة ولكن دائما ما أكرر إذا ما كنت مصابا بالسكري فأنت ستلجأ للطبيب وليس للراقي, الشيء ذاته بالنسبة للمرض النفسي.
عندما يصاب المرء بالربو فلا أحد سيقول أن سبب إصابته سحر أو حسد, ولكن عندما يصاب بالفصام فإن الجميع يفسر ذلك على أنه سحر وحسد لماذا؟
لأن الناس لا يستوعبون حقيقة أن هناك مرضا يجعل الشخص يتصرف ويفكر ويشعر بشكل غريب جدا عنا دون أن يُعاني من أعراض مرض مألوفة كالحمى أو الآلام أو الطفح أو ما يمكن لنا استشعاره بحواسنا.
هناك تضخيم كبير جدا لمفعول السحر بالعالم العربي وتفسير كل شيء على أنه سحر خصوصا في أوساط النساء.
إذا تزوجت فهي ساحرة وإذا طلقت فهي مسحورة وإذا لم تتزوج فهي مسحورة وإذا لم تنجب مسحورة وإذا أنجبت ساحرة وهلم جهلا...
إيمان الناس بالسحر والحسد أكبر من إيمانهم بالقضاء والقدر وقدرة الله عز وجل واتخاذ الأسباب.
وتساهم وسائل الإعلام في نشر الدجل والجهل بين أوساط المتابعين, إذ تتخصص قنوات وبرامج في إحضار مشعوذين يدّعون أنهم رُقاة يحرقون الجان على المباشر ويخرج الدخان من الجن المحترق في مشهد مثير للسخرية والشفقة في آن واحد, كل هذا لرفع نسب المشاهدة والتكسب بنشر التخلف.
وأخيرا أذكرك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ, وعن الصغير حتى يكبر, وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق".
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لنا الجنون كحالة طبيعية أو مرض لا يُحاسب عنه المريض تماما كالنائم والصغير ولم يقل المسحور حتى يفك عنه السحر.
6- ما هو علاج المرض النفسي؟
لكل مرض نفسي علاجه الخاص ولكل شخص مريض أيضا علاجه الخاص بما يتناسب وحالته واستجابته للأدوية وحاجته للعلاج السلوكي المعرفي.
أنا هنا أتحدث عن أمراض نفسية لا يُمكن معالجتها دون تناول الأدوية, كالفصام وثنائي القطب واضطرابات الاكتئاب وبعض اضطرابات القلق.
تنقسم الأدوية لعدة أنواع من مضادات للذهان, ومضادات الاكتئاب ومضادات القلق ومتبثات المزاج...
وأحيانا يصف الطبيب للمريض مزيجا من الأدوية تعمل معا على السيطرة على أعراض المرض من مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب والقلق, وغيرها...
وقبل الحديث عن الأدوية وتأثيرها على المرض يجب أن تفهم كيف تقرأ علبة الدواء فحتى إذا ما كنت تتناول دواء ما وتريد البحث عنه بمحركات البحث تعرف عما تبحث.
بالصورة مثال دواء دوجماتيل وهو دواء مضاد للذهان يوصف في عدة حالات, وربما سبق لك ورأيته أو حتى تناولته لأنه لا يُعالج فقط الأمراض النفسية بل مشاكل الأمعاء وآلامها ومشاكل أخرى..
دوجماتيل ليس اسم المادة التي تتناولها بل الاسم التجاري الذي أطلقته الشركة المصنعة عليه والتي في هذه الحالة هي الشركة الفرنسية الضخمة ذات الفروع المتعددة "سونافي", اسم المادة الفعالة كما مبين هي سيلبيريد.
وسأضرب لك مثالا لتفهم:
لدي شركة لتصنيع الشكلاطة, وقد أطلقت على منتجي اسم "شوكو" أنت إذن ستشتري شوكو وأنت تعلم أن ما تتناوله هو شكلاطة وأن اسم شوكو هو مجرد اسم تجاري للمنتج.
إذن عندما تود البحث عن تأثير الدواء بمحركات البحث ستبحث عن تأثير سيلبيريد لأنها المادة التي تتناولها.
قد تتناول دواء ما وتذهب للصيدلية لتشتري نفس الدواء فيعطيك الصيدلي دواء آخر باسم مختلف وعلبة مختلفة ويخبرك أنه نفس دوائك, أنظر لاسم المادة الفعالة ستجدها فعلا نفسها, فقط الشركة المصنعة ليست نفسها وأحيانا يواجه الصيادلة مشكلة كبيرة في إقناع المرضى أنه نفس الدواء.
7- كيف يعالج الدواء المرض النفسي؟
في حقيقة الأمر فإن المرض النفسي في أغلبه يكون مزمنا, ويتطلب تناول الأدوية مدى الحياة كالفصام وثنائي القطب...
طبعا هناك أمراض نفسية تزول أعراضها ويُشفى المريض منها بعد مدة من العلاج.
ولا يُعالج الدواء المرض حقيقة بل يسيطر على أعراضه فقط تماما كبقية الأمراض المزمنة.
وعودة لمثال السكري فإن المريض الذي يتناول الأنسولين لا يُعالج المرض بحد ذاته بل يُعالج أعراضه فجسده لا يُفرز الأنسولين وهو يتناول الأنسولين كحقن للتعويض عن هذا النقص مدى الحياة.
أو مريض الحساسية الذي يتناول مضادات الهيستامين, فهو لا يُعالج الحساسية بالأصل بل يعمل على كبح إفراز الهيستامين المسبب لأعراض الحساسية...
عكس لو أخذنا مثال العدوى المكروبية التي يعمل فيها المضاد الحيوي على قتل البكتيريا ومن تم القضاء على المرض من الأصل.
إذن كيف تعمل الأدوية على السيطرة على أعراض المرض النفسي؟
سنأخذ مثال المكتئب الذي علمنا أن نهاياته العصبية لا تُفرز السيروتونين بما يكفي, فإن بعض الأدوية من قبيل (بروزاك: الاسم التجاري, فلوكسيتين: اسم المادة الفعالة) يعمل على منع عودة السيروتونين المُفرز للنهاية العصبية.
وبالتالي تبقى الناقلات العصبية "السيروتونين" طليقة تستقبلها المستقبلات كل حين ويصير دماغ المريض تماما كدماغ الإنسان الطبيعي.
كان هذا مثالا بسيطا فقط ولكل دواء عمله وطريقته في السيطرة على أعراض المرض النفسي.
ختاما أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدا وأتمنى لك الصحة والعافية.
نقطة ممتازة جدًا! شكرا لك على هذه المقالة!
ردحذفليس كل بهلول يمشي في الشارع بملابس ممزقة مجنونًا.
وليس كل متماسك يتحدث عاقلا!
أهلا أستاذ معاذ
حذفأجل تماما هذه هي الفكرة العامة لخصتها في جملة
تحياتي
السحر والعين والحسد أصبح كالهوس عند الناس .. قد ترى طفل يأكل الأخضر واليابس وعندما تؤلمه بطنه فيقول أحد الوالدان بالتأكيد هذا عين وحتى عندما يتعثر البعض بسبب عدم التوازن سيقول هذا عين ولن يفكر بأن كل الناس قد تتعثر
ردحذفوأنا غسلت يدي عندما رأيت أشخاص كثير يؤمنون أن اذا كان لديك أعداء هذا يعني أنك ناجح (ربما قد تكون سفيه هههه)
فترى يقولون هذا فلان حاقد علي بالتأكيد يحسدني أو يريد أن يسحرني بلا بلا وكلام فاضي وأنا أغلب الناس أعدائي لأني ناجح
فأصبحت السحر والعين والحسد أكثر تبرير يستعمله الناس حتى مع الأمراض العضوية
وبالطبع الجهل بالأمراض النفسية هو السبب + انتشار كلام خاطئ عنها
ولكن المصيبة عندما تثقف البعض عن الأمراض النفسية تراه متمسك بجهله ويكذبك لأنه لم يناسب رأيه يعتقد أنها لعبة رأي وليس علم يقبلها بمزاجه
مقالة مفيدة ومهم الأغلب لمن يجهل الأمراض النفسية يقرأها وأنتظر القادم
أهلا سوكو
حذفأجل ههههه المشكلة أن مسألة السحر والحسد والعين تجد ناس مثقفة وواعية ودكاترة ومعلقين تمائم ضد الحسد والعين وخمسة وخميسة هههههههه
سأعلق خميسة أيضا بالمدونة ضد العين لأن كثر يكرهون ما أكتب, مما يعني أنني ناجح هههههههههه
اشكر صاحب المقالة على الشرح الرائع المبسط الذي يلخص لكل الناس التي لا تفهم ماهية المرض النفسي وان له علاقة اساسيه بخلل عضوي لكي يرفع عن كاهل الكثيرين حرج التعامل مع المرض النفسي لان للاسف في وطننا العربي كثيرون ممن يعتقدون ان المريض النفسي مجنون او على درجه منه اكرر شكري وأسأل الله العفو والعافيه ولكافة المرضى على الارض.
ردحذف