هل تعاني من اضطراب الاكتئاب؟ اختبار

الاختبار أسفل الصفحة
الصورة للفنان فان كوخ والتي تجسد الاكتئاب

الكل يعلم ما هو الاكتئاب بمعناه العام, لكن قلة من الناس العامة يعتبرونه مرضا يحتاج العلاج.
يعد الاكتئاب من بين أهم الأمراض النفسية التي تقود للانتحار, هناك فئات مجتمعية معرضة أكثر لهذا الاضطراب من غيرها, فالنساء معرضات للاكتئاب أكثر من الرجال مرتين لأسباب هرمونية واجتماعية, كبار السن أكثر من الشباب بسبب اليأس والاهمال الذي يواجهونه...

جميعا نحزن ونكتئب بسبب أحداث نمر بها في حياتنا كوفاة شخص عزيز أو فشل أو ظروف اجتماعية أو لأي سبب من الأسباب, يعتبر الحزن عاطفة مهمة مثل القلق ونشترك فيها مع الحيوانات, أي أننا كحيوانات نحزن ونقلق ونشعر بالسرور كعواطف مهمة لتدبير أمور حياتنا...حتى ونحن حُزانى فإنه يمكننا الضحك من حين لآخر من الأمور المضحكة, يمكننا القيام بأنشطتنا اليومية بشكل طبيعي إن أردنا ذلك.
اضطراب الاكتئاب ليس عاطفة بل مرضا يُصيب كل جوانب حياة الشخص ويجعله غير قادر على الاستمتاع أو إيجاد أي معنى من حياته ويجعله عاجزا عن القيام حتى بأمور حياته اليومية بالشكل المطلوب, بل أنه يبلغ في بعض الحالات الحادة بأن يفقد الشخص المقدرة على فهم المشاعر وينفصل عن الواقع فيرى الشخص مبتسما ليتساءل لماذا فم هذا الشخص يبدو معوجا بهذا الشكل؟ قد يبدو الأمر طريفا لكنه جد مأساوي للمصاب.

 هناك أنواع عدة من الاضطرابات تم تصنيفها ضمن اضطرابات الاكتئاب.

1- الاضطراب الاكتئابي الرئيسي:
وهو من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا وتسببا في حالات الانتحار, حيث أن من كل حالات الانتحار المسجلة فإن التقديرات تشير إلى أن ما بين 30 إلى 70 بالمائة منها هي لأشخاص مصابين بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي سواء كانوا يتلقون العلاج أم لا.
ويتم الخلط بين الاكتئاب المرضي مع الأحزان اليومية مما يجعل الشخص المصاب بالاكتئاب يتعرض لأحكام مسبقة من قبيل أنه ضعيف الإيمان وغير متمسك بالدين أو غير واثق من نفسه أو عاطفي زيادة عن اللزوم...

الاكتئاب هو تغير في كمياء الدماغ  قد يكون له أحيانا أسباب اجتماعية أو صحية أو غيرها وفي أحيان أخرى لا يكون له أي سبب واضح, فقد يُصاب الشخص الذي يعيش ظروفا اجتماعية مزرية بالاكتئاب أو الذي تعرض للاغتصاب أو من كان يعاني من اضطراب القلق, أو كان يعاني من مرض مزمن أو عضال, قد يُصاب بالاكتئاب أيضا من يضع لنفسه أهداف تفوق قدراته ولا يستطيع تحقيقها, وما إلى هنالك من الأسباب... ولكنها تبقى أسبابا ظاهرية غير مباشرة وغير واضحة المعالم إذ أن الأغلبية تتعرض لمثل هذه الأمور بحياتها ولا تُصاب بالاكتئاب لذا تبقى المسببات العلمية للاكتئاب مجهولة, أحيانا لا يكون هناك أي سبب اجتماعي أوصحي أو غيره للاصابة بالاكتئاب, فيُصاب بالاكتئاب ذاك الشخص الناجح المُحاط بالأشخاص الذين يحبهم.

يتم تشخيص المرض إن كان المصاب يعاني من بضعة أعراض فقط من الأعراض التالية:

- مزاج مكتئب طول اليوم يلاحظه الشخص أو أفراد الأسرة والأصدقاء وهو يبرز لدى المراهقين والأطفال على شكل نزق وعصبية.
- عدم الشعور بالمتعة أو الاهتمام بجل الأنشطة التي كان يمارسها الشخص من هوايات أو رياضات.
- اكتساب للوزن أو العكس فقدان للوزن بشكل جد واضح نتيجة اضطرابات بالأكل من فقدان للشهية أو العكس تناول مفرط للطعام.
- الأرق أو النوم كثيرا, إذ قد يجد الشخص صعوبة في النوم أو العكس ينام ساعات أكثر من المعتاد.
- الهياج النفسي أي أن يشعر الشخص بالرغبة الملحة في التحرك وعدم القدرة على الاسترخاء والبقاء في مكان واحد أو العكس التخلف النفسي أي التحرك ببطء شديد والهدوء وثقل باللسان أثناء التحدث فيبدو الشخص يتحدث ببطء.
- الشعور بالتعب والوهن وفقدان الطاقة تقريبا كل يوم.
- الشعور بانعدام الثقة بالنفس والفشل والشعور بالذنب تقريبا كل يوم.
- فقدان القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات البسيطة تقريبا كل يوم.
- التفكير المتكرر بالموت.

أحيانا وفي حالات الاكتئاب الحادة تترافق بعض الأعراض الذُهانية, حيث يسمع الشخص المصاب أصواتا تقول له أنه شخص بلا أي قيمة أو يعتقد أن الآخرين يعرفون ماذا يدور بباله من أفكار, أو أي هلوسات أخرى تصب في هذا الإطار, وهي تختلف عن تلك الأعراض الذهانية لدى مرضى الفصام, فمرضى الفصام يفقدون الاتصال بالواقع بشكل عام وتكون أعراضهم الذهانية غريبة جدا ولا يمكن تحديد صلة بين هلوساتهم وحالتهم المزاجية. في حين أن الاكتئاب الذهاني تتمحور أفكاره وهلوساته حول "الاكتئاب" كالاعتقاد القوي أن الشخص فاشل أو سماع أصوات تردد بأنه شخص فاشل أو بلا أي قيمة... إن الإقدام على الانتحار في هذه الحالة جد كبير بسبب الاقتناع الراسخ والمنفصل عن الواقع للمريض أنه بلا أي قيمة,  لذا على الأهل والأصدقاء المسارعة بالمريض للتشخيص الصحيح والعلاج.
3- اضطراب عسر المزاج:
هو النوع المخفف من الاضطراب الاكتئابي الرئيسي وأعراضه هي نفسها أعراض الاضطراب الاكتئابي لكن بشكل أقل عدديا وأضعف من ناحية المشاعر ويمكن اعتبار الشخص مصابا باضطراب عسر المزاج إن كان يعاني من عرضين فقط من الأعراض الستة التالية شريطة أن تكون قد دامت مدة طويلة من الزمن تفوق السنة, كي لا يتم خلطها بالأحزان اليومية.

- الضعف بالشهية أو الإفراط بتناول الطعام.
- الأرق أو الإفراط بالنوم.
- انخفاض الطاقة أو التعب.
- انخفاض الثقة بالنفس.
- ضعف التركيز أو الصعوبة في اتخاذ القرارات.
- الشعور باليأس والإحباط.

قد يتطور عسر المزاج لاضطراب اكتئابي رئيسي إن تم إهماله.

3- اضطراب تقلبات المزاج التخريبية:
 اضطراب تم تصنيفه حديثا في إصدار 2013 الأمريكي وهو اضطراب  يصيب الأطفال والمراهقين ويمكن أن تبرز أعراضه ابتداء من 7 سنوات إلى غاية 18 سنة وتتمثل في كون الطفل أو المراهق يكون بمزاج عصبي تقريبا بشكل يومي وبشكل جد واضح للأسرة أو الأساتذة بالمدرسة, نوبات من الغضب الجامحة تنتاب الطفل على الأقل ثلاث مرات بالأسبوع على شكل ألفاظ أو سلوكات تدل على غضبه الحاد, مشاكل يسببها الطفل بسبب نزقه في أماكن عدة يتردد عليها, كالبيت أو المدرسة...لا يمكن تشخيص مرض الطفل إلا بعد أن تستمر أعراضه لعام كامل.
هذا الاضطراب شائع في أواسط الأطفال والمراهقين الذكور أكثر من الإناث مما قد يفسره البعض مجرد قلة أدب وانعدام للتربية.
وهو يمثل اضطرابا من اضطرابات الاكتئاب حتى وإن لم يبدو للآخرين كذلك بسبب اختلاف بروز الأعراض لدى الأطفال عنه لدى الكبار, هؤلاء الأطفال قد يطورون لاحقا في مراحل عمرية عند بلوغهم سن الرشد اضطرابا من اضطرابات القلق أو الاضطراب الاكتئابي الرئيسي.

4- اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي:
هو اضطراب يصيب شريحة كبيرة من الإناث, ويصيب المرأة في المرحلة الأصفرية أي ما بعد الإباضة وما قبل نزول الطمث من كل دورة شهرية والتي يلعب فيها هرمون البروجيستيرون دورا مهما, تصير الأعراض حادة قبل أسبوع من نزول الطمث وتتحسن بعد ذلك, وقد تم إضافة هذا الاضطراب مع اضطرابات الاكتئاب في إصدار الدليل التشخيصي لعام 2013 لأنه يعد مشكلة معيقة لسيرورة الحياة لدى المرأة المصابة.
أسباب هذا الاضطراب مازالت مجهولة إذ رغم ارتباط الأمر بالتغيرات الهرمونية إلا أن ربط هذه التغيرات وتأثيرها على الدماغ والمزاج لشريحة من النساء دون أخرى يبقى غير معروف.
ولتشخيص الآنسة أو السيدة بالإصابة بهذا الاضطراب فبالإضافة للأعراض المزاجية لابد من توفر عرض على الأقل من الأعراض التالية كل شهر بشكل مزمن:

-  العاطفية: كالرغبة بالبكاء بسهولة, أو الحساسية الزائدة اتجاه الآخرين, أوالحزن المفاجئ.
- النزق أو الغضب والدخول في شجارات مع الآخرين.
- مزاج اكتئابي ومشاعر باليأس.
- القلق وزيادة التوتر.

أيضا يجب توفر عرض على الأقل من الأعراض التالية:

- ضعف الاهتمام بالأنشطة التي تمارسها المرأة بأوقاتها الأخرى.
- الصعوبة في التركيز.
- الخمول, سرعة التعب, وفقدان الطاقة.
- فقدان الشهية أو العكس الإفراط في تناول الطعام.
- الأرق أو الإفراط في النوم.
- الشعور بفقدان السيطرة.
- الأعراض الجسدية من قبيل تورم وثقل الثديين وألم العضلات أو الاحساس بالانتفاخ.

أغلب الفتيات والسيدات متعايشات مع هذا الاضطراب ولا يؤثر على حياتهن بشكل ملحوظ, لكن في بعض الحالات الحادة يصير التأثير واضحا ومعيقا لحياة السيدة لذا وجب تلقي العلاج.

5- أنواع أخرى من اضطرابات الاكتئاب:
هناك أنواع أخرى من اضطرابات الاكتئاب التي أحيانا تدوم أعراضها لفترة قصيرة جدا كأسبوعين فقط.
اقرأ عن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
وأحيانا بأعراض ناقصة, أو مرافقة لأعراض اضطرابات القلق, أحيانا يكون الاكتئاب مصاحبا لأعراض غريبة قد لا يعتقد الملاحظ أنها أعراض اكتئاب, وقد تسبب بعض الأدوية أو المخدرات أعراضا اكتئابية أيضا, لذا وجب اللجوء للطبيب للتشخيص الصحيح.

و الآن أتركك مع هذا الاختبار الذي طوره أحد الأطباء الأمريكان ولايمكنك الاعتماد عليه في التشخيص بل للتوجيه فقط, وإن كنت ترى نفسك أو لاحظت صديقا أو قريبا لك يعاني من أعراض مشابهة فلا تتردد في استشارة الطبيب.