شخصية البراغماتي: كاره الفلسفة العنيد - ISTP

تنبيه: هذا المقال مجرد سخرية  parody ولا يمت للواقع بصلة.
صحتك أهم من أي مقال بالكون.

من هو شخصية البراغماتي؟
حسن أتذكر ذلك الصديق الذي لا تعرف كيف يفكر والذي فجأة غير رقم هاتفه, وبعد مرور سنة يتصل بك يسألك عن أحوالك؟ نعم نعم إنه هو.
شخصية البراغماتي شخص كريه لا يطيقه أغلب من يعاشرونه, صامت طول الوقت على أساس أنه يحب الأفعال وليس الأقوال -زعم- يحسب نفسه كول "cool" وهو ليس كذلك بالمرة.. لأنه قد ينفجر في وجهك فجأة دون أي سبب مقنع.
تصادف هذا النوع من الشخصيات كثيرا بالصالات الرياضية, إنه ليس ذلك الشخص الاستعراضي ذو تسريحة الشعر الجذابة لا أبدا, هو ذلك البدين هناك يحاول رفع الأثقال طول الوقت... وبعد أن ينتهي سيجلس لينصت لثرثرة زملائه دون أن يشاركهم ثرثرتهم, قد ينطق بضع كلمات ويصمت, وأحيانا سيلقي نكاتا باااايخة لا تضحك أحدا ومع ذلك يصر على أنه شخص ذو قفشات.

إذا أخبركم أحدهم أنه أغلق البارحة الباب على يد ابنه خطأ وأنه بالمستشفى فإنكم ستبدؤون بمواساته جميعا وستشدون على يديه إلا هذا الكائن البراغماتي فإنه سينطق ويقول له: "كيف لم تنتبه؟ أين كان عقلك؟ لماذا لا تركز؟"..
وإذا حاولتم إسكات هذا الجلف وتنيه فإنه سيرد عليكم بأنه لم يقل كلاما سيئا وأنه الواقع والمنطق أم أنكم لا تحبون المنطق؟؟

شخصية البراغماتي يصر على أن كل شيء تركيز, وسيصدع لك رأسك إن كنتما تعملان معا على أنك لا تركز وأن عليك أن تركز وأن الخطأ سببه التركيز, وأن سبب فشل المخطط هو أنك لا تشغل مخك, -فهو أذكى من أن يخطئ طبعا-...أما إن انقلبت عليه غاضبا وطلبت منه أن يتوقف عن انتقاداته الفارغة, فإنه سينكمش وسيلتزم الصمت ولن يرد عليك لأنه "كووول" وبعد انتهاء العمل معا بسلام فإنه لن يكلمك مجددا بالمرة...أراحك صح؟

هذا المخلوق البراغماتي إن كان صديقك لن يشاركك أبدا خططك للعطلة, فهو سيقضيها بالبيت بغرفته القذرة, وإذا سألته لماذا لا تريد الخروج معنا؟ سيجيبك: اخرجوا وحدكم, ضروري أشارككم ما تفعلون؟
وإذا طلبت منه أن يقترح هو مكانا تذهبون إليه للتمتع بالعطلة, فإنه سيأخذكم في رحلة صيد مملة وسيلقي عليكم دروسا مجانية في كيفية استخدام الصنارة أو البندقية وكيف يجب حملها وكيف وكيف.
لذا من الأفضل أن تتركه بغرفته القذرة وتذهب وحدك رفقة بقية أصدقائك من دونه.

أما إن قررت زيارة البراغماتي في منزله فإنه سيأخذك ليريك صندوقا خشبيا ضخما محاطا بعدة أسلاك وإذا سألته: ما هذا؟ سيجيبك: هذا مذياع, لقد صنعته بنفسي, انظر إليه أليس رائعا؟ ما الإذاعة التي تتابعها؟
وسيبدأ بالعبث بالأسلاك يمنة ويسرة لكي يتبث لك أنه يعمل جيدا وأنه مخترع عبقري ولا يظاهي عبقريته أحد, كيف لا وقد أعاد اختراع المذياع من الصفر وصنعه بمفرده ولولا أن المذياع موجود مسبقا لنال براءة اختراعه.
البراغماتي يحب اصلاح كل شيء بنفسه, فتجده بالعمل يصلح نوافذ وصنابير الشركة وإذا تعطل هاتف أحد الزملاء فإنه سيقصده ليصلحه إياه وسيمكث ساعة من الزمن تاركا عمله المهم ليصلح له هاتفه... كي يثبت لكم أن لا شيء يستعصي عليه.

هذا الشخص ورغم أنه يحاول أن يكون طريفا ومسليا بشكل بايخ, ويتحدث مع هذا وذاك. إلا أنه لما يعود للبيت يصاب بالخرس التام, ولا يكلم أحدا من أفراد أسرته إلا للضرورة القسوى... مما قد يجعل زوجته تشك في تصرفاته, فهي تسمع من النسوة الكائدات بأنه يروي النكات والقفشات على بقية النساء...ولكنها لا تعلم أنه إذا تزوج إحداهن فمصيرها لن يكون أفضل من مصيرها...النسيان التام.

هذا الشخص قد يهتم بك كصديق إن كنت مفيدا له, وتحب مثله إعادة اختراع الأشياء أما إن لم تكن كذلك فسيتركك بكل بساطة... عادي لا مشكلة.
إذا حدثته عن الفلسفة أو السياسة فإنك لن تجد منه آذانا صاغية مطلقا, سيقول لك كلمني في الأشياء الواقعية الحية الملموسة هكذا, وسيحمل عُدة العمل التي أمامه كمثال, وسيقول لك: لا تكلمني في الأشياء الغير مرئية السفسطائية...
لذا إن كنت تحب التأمل والفلسفة فمن الأفضل أن تتركه في حاله, لأنه لن يهتم مطلقا بالترهات التي تتفوه بها عن عالم المثل الذي لا يعرف عنه شيئا... من الأفضل أن تحدثه عن الطعام لأنه قاسم مشترك بين جميع البشر ولأن هذا الشخص لن يتوقف عن الكلام إن فتحت له موضوع الأكل, وسترى كم هو موهوب في وصف الأطباق ولذتها وطعمها ومكوناتها.

سوف لن يرد على اتصالاتك ولا رسائلك, لأنه بغرفته القذرة التي يسميها ورشة عمل, أو جالس يشاهد التلفاز وأمامه طبق ضخم يأكل منه دون توقف, وغير راغب في أن يزعجه أحد... وفجأة بعد مرور سنة أو سنتين ودون سابق إنذار ستمر عليه رغبة ملحة في أن يكون وسط مجموعة من البشر والأصدقاء فيتذكرك ويتذكر أحمد ويتذكر معاذ حينها سيحاول الاتصال بكم للالتقاء معا مجددا, للخروج والمرح كما بالسابق ولكن لا أحد سيرد عليه طبعا, فينكمش على نفسه ويكتئب وسيصر على أنه لا يفهم البشر السيئين الخونة, الذين لا يقدرون صديقا رائعا مثله.

وإذا عادت الأمور إلى نصابها وقررت الخروج مجددا معه فإنه سيقترح عليكم الذهاب للقفز في مياه البحر من فوق الصخور, وحينها قد تهب أمواج عاثية فترون من بعيد شخصا يستغيث الناس لانقاذه من الغرق فيفزع الجميع, إلا هذا الكائن البراغماتي فإنه سيطلب منكم جميعا الابتعاد ليركز على انقاذه بنفسه, وسيقفز من الصخور العالية ليقع على أم رأسه ويدق عنقه وكل هذا في سبيل أن يتبث لكم أنه كووووووول.

تتوافق شخصية البراغماتي مع الشخصية النمامة, الشخصية المتزمتة, شخصية الروبوت, شخصية المتسلط, شخصية السيكوباتي, شخصية المعقد, شخصية المازوخي وشخصية المغرور.

إذا وصلت إلى هنا عن طريق البحث عن ISTP وكنت تعتقد أنك ستجد كلاما معسولا عن شخصيتك الكول فأنت مخطئ, وبالمناسبة لا يمكنك أن تفقد وزنا فقط بممارسة الرياضة تحتاج لأن تتوقف عن ابتلاع كل ما تقع عليه عيناك.

 وكالعادة الشتائم مرحب بها بالتعليقات.